ترك برس

مع اقتراب موعد انتخابات البوندستاغ في ألمانيا، بات الألمان من أصول تركية موضوع نقاشات ساخنة بشأن مواقفهم الانتخابية ومدى تأثرها بتدهور العلاقة بين أنقرة وبرلين منذ مدة، وخاصة عقب نصيحة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لهم بعدم التصويت لصالح أحزاب معادية لتركيا.

ويعيش في ألمانيا نحو ثلاثة ملايين تركي يحمل نحو نصفهم جنسية هذا البلد، ولهم الحق بالتصويت، ومثلت هذه الفئة في السنوات الماضية كتلة انتخابية متجانسة بتصويتها لصالح اليسار، لكن هذا الواقع تغير بتطور هذا الوجود التركي الذي يعتبر الأكبر خارج وطنه الأم.

ومؤخرا، دعا أردوغان المواطنين الأتراك في ألمانيا إلى عدم التصويت للأحزاب التي تعادي تركيا، محددا تلك الأحزاب في "حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي" (ترأسه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل)، و"الحزب الاشتراكي الديمقراطي" (المتحالف من حزب ميركل) و"حزب الخضر".

وفي مقابلة مع شبكة الجزيرة القطرية، قال الباحث في مركز دراسات تركيا التابع لحكومة ولاية شمال الراين الألمانية الدكتور يونس أولسوي، إن المناخ المشحون بين حكومتي أنقرة وبرلين له تأثير جزئي على خيارات الألمان الأتراك في انتخابات البوندستاغ المزمع إجراؤها يوم الأحد القادم.

وكانت ميركل هددت، في الفترة الأخيرة، بإيقاف المفاوضات مع تركيا حيال اتفاقية الاتحاد الجمركي الأوروبية، فيما ينادي "حزب الخضر" بتبني خط أكثر تشددا تجاه أنقرة.

وأضاف أولسوي: "المؤيدون للرئيس رجب طيب أردوغان سيلتزمون بنصيحته بالتصويت لأحزاب غير المسيحي الديمقراطي والاشتراكي الديمقراطي والخضر التي عدها معادية لمصالح تركيا، لكن بين أتراك ألمانيا معارضون للرئيس التركي، وحتى بين أنصاره لا يوجد حالية تجانس بالنسبة للموقف للاقتراع، ولذلك فنصيحة أردوغان لن يكون لها تأثير كبير على تصويت أتراك ألمانيا".

وعمّا إذا كان التوتر المتزايد بين أنقرة وبرلين أدى لانقسام انتخابي بين أتراك ألمانيا، أفاد الباحث أن هذا الانقسام موجود قبل الانتخابات البرلمانية الألمانية، وامتداد لانقسام سابق حدث خلال الانتخابات البرلمانية التركية الأخيرة، والاستفتاء على التحول للنظام الرئاسي.

وفيما يتعلق بالأولويات الانتخابية للألمان من أصول تركية والأحزاب الألمانية الأكثر استشرافا لهذه الأولويات، قال أولسوي إن الوضع الانتخابي لهذه الفئة أصبح معقدا الآن، فالألمان ذوو الأصول التركية صوتوا سابقا تقليديا للحزبين الاشتراكي الديمقراطي والخضر لما أبداه هذان الحزبان من انفتاح تجاههم.

لكن بمضي الوقت سرت أجواء جديدة، حيث أسهم تطور الوجود التركي وتنوعه بتعدد الخيارات الانتخابية لأفراد هذه الكتلة، وهو ما يصعب توقع هذه الخيارات الآن بشكل عام، وفق رأي الباحث.

وردًا على سؤال عّما إذا كان هناك توافق بين أحزاب ألمانيا على الحد من تأثير الرئيس أردوغان على الأتراك بألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي، قال أولسوي: "نعم، هناك توافق بين الأحزاب الألمانية على هذا، لكن هذا لا يعني أن لديها الإمكانيات للحد من هذا التأثير خلال وقت قريب".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!