ترك برس

أكد محللون سياسيون روس أن تفاهمات موسكو وأنقرة حول مناطق وقف التصعيد في سوريا أصبحت تواجه مشاكل كبيرة بعد الهجمات الجوية التي شنتها الطائرات الروسية على مناطق في محافظة إدلب تسيطر عليها قوات المعارضة المسلحة المشاركة في مفاوضات أستانة مثل فيلق الشام وأحرار الشام.

وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، وصف القصف الروسي المتواصل على إدلب بالتعاون مع نظام الأسد بأنه انتهاك للهدنة المعلنة، مشيرا إلى أن استهداف المدنيين يعد انهيارا لاتفاقية أستانا.

وتشير صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية إلى أن مناطق وقف التصعيد كانت أحد الموضوعات التي تطرق إليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان خلال الاتصال الهاتفي بينهما يوم الاثنين الماضي.

وبحسب مصادر الكرملين الصحافية الرسمية، فقد تم خلال الاتصال "التشديد على أن إنشاء أربع مناطق لوقف التصعيد في سوريا يفتح الطريق أمام وقف الحرب الأهلية والتسوية السلمية للنزاع، على أساس مبادئ السيادة ووحدة الأراضي". وقد أكد المكتب الإعلامي للرئاسة الروسية أن الرئيسين سيلتقيان يوم 28 من الشهر الجاري في أنقرة لمناقشة تفاصيل تطور الأوضاع في سوريا.

وتنوه الصحيفة إلى أن الرئيسين لن يتمكنا من تجاهل مشكلة عدم ثقة المعارضة السورية بروسيا التي برزت في المنطقة الرابعة لوقف التصعيد في إدلب. وفي هذا الصدد يقول رئيس مركز الدراسات الإسلامية في معهد التنمية الابتكارية كيريل سيميونوف إن "الوضع غامض في منطقة إدلب. ولا أحد يعرف ما الذي يجب عمله بعد عملية هجوم عناصر هيئة تحرير الشام، حيث ردت روسيا وقوات الحكومة السورية على هذا الاستفزاز بتوجيه ضربات إلى جميع المجموعات، بما فيها تلك التي تشارك في مفاوضات أستانا وغيرها، وهذا يعني أنه أصبح من الصعب إنشاء منطقة هدنة فيها".

ويفترض سيمينوف لضمان الهدنة أن تبدأ مفاوضات مع هذه المجموعات، وخاصة أنها "أعلنت في بياناتها التزامها بعملية السلام، وأن ضحايا لعبة  الجولاني زعيم هيئة تحرير الشام هم السوريون العاديون، ومع ذلك فهم لن يغفروا لروسيا والقوات الحكومية ذنب سقوطهم. أي ليس واضحا مدى استعداد المعارضة للحوار."

ويضيف المحلل الروسي أن موسكو ودمشق من جانبهما تتهمان هذه المجموعات بمساعدة "هيئة تحرير الشام". وفي المقابل تتهم هذه المجموعات روسيا بأنها قصفت الجميع من دون استثناء، لذلك انعدمت الثقة بينهما"، كما يقول سيميونوف.

أما كبير الأساتذة في قسم العلوم السياسية بمدرسة الاقتصاد العليا غريغوري لوقيانوف، فيقول إن بوتين وأردوغان يمكنهما مناقشة المبادئ العامة فقط لعمل مناطق وقف التصعيد في إدلب، لأن "تسوية هذه المشكلة هي من اختصاص الخبراء العسكريين من الجانبين. وستعرض على الرئيسين مجموعة المخاطر، التي على ضوئها سيقترحان خطة العمل."

ويرى لوقيانوف أن هناك مشاكل كثيرة تواجه عملية وقف التصعيد في إدلب، منها سيطرة "هيئة تحرير الشام" المتطرفة، التي تنظر بعداء كما إلى روسيا كذلك إلى تركيا. وعموما ستواجه تسوية مشكلة إدلب مقاومة مسلحة من جانب هذه الهيئة".

وبحسب لوقيانوف، ليست مجموعات المعارضة المعتدلة في إدلب قوية جدا، "فكما شاهدنا على مدى الأشهر الأخيرة لم تتمكن حتى من التحالف المؤقت، وبدت ضعيفة مقارنة بالمجموعات المتطرفة، التي تمكنت من فرض سيطرتها في إدلب، وفي المناطق المحاذية. أي ليس بإمكان هذه المجموعات الوقوف بوجه المتطرفين. بيد أنها تتمتع بالخبرة في التعاون مع الأجهزة الأمنية والقوات التركية، وهذا يسمح لها بالتعاون مع القوات التركية بإنشاء مناطق عازلة في المنطقة الحدودية، ثم المساهمة في عملية تحرير إدلب".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!