ترك برس

تناول المحلل السياسي الروسي  فلاديمير سكوسيريف في مقال نشرته صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية القمة الأخيرة التي عقدت نهاية الأسبوع الماضي بين الرئيسين التركي والروسي في أنقرة، مشيرا إلى أن هناك تناقضات وخلافات ما زالت قائمة بين البلدين رغم تعميق التعاون بينهما في كثير من المجالات.

وقد أعلن المتحدث الرسمي باسم الرئيس الروسي دميتري بيسكوف أن "روسيا وتركيا دولتان تتبادلان التعاون بشكل وثيق في مجالات التجارة والاقتصاد والاستثمارات وأيضا في المجال العسكري–الفني والثقافي وفي تنفيذ مشروعات ضخمة. وعلاوة على ذلك، تتعاون الدولتان في المسائل المتعلقة بالأمن في المنطقة، بما فيها سوريا".

ووفقا للمحلل الروسي فما  تزال مسألة سوريا تحتل مكانا مهما في المباحثات بين البلدين. فقد كان من المقرر مناقشة الوضع في محافظة إدلب في أثناء لقاء الرئيسين، حيث أنشئت منطقة وقف التصعيد. ومع أن البلدين كانا يدعمان أطرافا متخاصمة، فإنهما بالتعاون مع إيران بدآ يعملان معا في إنشاء مناطق وقف التصعيد، ما ساعد على تقليص العمليات العسكرية.

وتساءل المحلل الروسي عن سبب رغبة تركيا في شراء منظومات الدفاع الجوي "إس-400" الصاروخية الروسية التي تتعرض لانتقادات شديدة وواسعة من جانب الناتو، وهل يؤدي ذلك إلى تقويض التعاون داخل الحلف؟ وخاصة أن الأسلحة الروسية لا تتوافق ومعايير الحلف كما تحدث عن ذلك المسؤولون في بروكسل، بحسب وسائل الإعلام.

من جانبه، أعرب الباحث في معهد الاستشراق إلشات سايتوف، في حديثه إلى الصحيفة، عن اعتقاده بأن "الرئيسين الروسي والتركي ناقشا مسائل متعددة. وكان بالطبع من بينها سوريا والكرد. وكذلك إحياء العلاقات الاقتصادية... وسائل الإعلام تتحدث دائما عن الطماطم، وتسأل: هل سيعاد توريدها من تركيا إلى روسيا أم لا؟ فهي مسألة حيوية كما لتركيا كذلك لروسيا. ومن المرجح أنهما تطرقا إلى أنبوب الغاز "السيل التركي" وكيفية سير العمل فيه، وأيضا مسألة إنشاء المحطة الذرية لتوليد الطاقة الكهربائية "أكويو".

أما مسألة توريد "إس-400"، فيؤكد سايتوف أن المسألة حُلت إيجابا. ولكن "مع الأتراك، لا يمكن اعتبار القرار نهائيا إلا بعد توريد هذه المنظومات واستلام قيمتها". ومن المتوقع وفقا لتقارير إعلامية أن يبدأ توريد منظومات "إس-400" إلى تركيا في 2020-2021 وذلك لوجود طلبية صينية سابقة. كما قد تظهر بعض الصعوبات إذا ما أصرت تركيا على منحها امتياز إنتاج هذه المنظومات.

ويرى سكوسيريف أن الاتفاق حول هذه الصفقة هو إشارات من موسكو وأنقرة إلى الغرب تعلمانه بأنهما يتعاونان بصورة جدية في مجال الدفاع. وموسكو بهذا تشير إلى إنها ليست معزولة في المحافل الدولية، بسبب تدخلها في الشؤون الأوكرانية. أما أردوغان فيرد بهذا على اتهامات ساسة الاتحاد الأوروبي بشأن خنق الديمقراطية وإقامة نظام استبدادي.

ومع ذلك كله، يؤكد بافل بايف وكمال كيريسيتسي من معهد بروكينغز في الولايات المتحدة أنه لا يمكن اعتبار هذه العلاقات شراكة استراتيجية، بسبب التناقضات بين مصالح البلدين، أي ستبقى هذه العلاقات غير مستقرة على الأقل في المستقبل القريب.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!