رفائيل فخروتينوف - صحيفة غازيتا - ترجمة وتحرير ترك برس

في 9 من تشرين الأول/ أكتوبر، وخلال اجتماع عقد في كييف، دعا الرئيس الأوكراني، بيترو بوروشنكو تركيا للانضمام إلى مجموعة نادي أصدقاء القرم الدولي. وبدوره، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده ستواصل دعم سيادة أوكرانيا الإقليمية، فضلا عن أن أنقرة لا تعترف بضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا.

في السياق ذاته، أعرب الرئيس الأوكراني، في اجتماع مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، عن أنه يتطلع لانضمام تركيا إلى نادي أصدقاء القرم الدولي. والجدير بالذكر أن بوروشنكو قد أعلن شخصيا، ومن منبر الأمم المتحدة في نيويورك، عن فكرة تشكيل هذه المجموعة الدولية لمساندة شبه جزيرة القرم.

من جهته، شدد أردوغان على أن دولته "لا تعترف ولا تقبل بعملية ضم شبه جزيرة القرم غير الشرعية".

ووفقا لما ذكره بوروشنكو، اتفقت كييف وأنقرة على تنسيق السياسات المتعلقة بحماية حقوق وحريات المواطنين الأوكرانيين من خلال آليات دولية. وفي هذا الصدد، ونقلا عن وكالة روسيا اليوم، أورد بوروشينكو، أنه "وعلى غرار ما يعتقد الرئيس التركي، يشهد الوضع الإنساني في جزيرة القرم، تدهورا مستمرا".

وفي سبتمبر/ أيلول، اجتمع بوروشنكو مع أردوغان للمشاركة في الدورة 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة. وقد أعرب زعيما البلدين آنذاك عن رغبتهما في العمل من أجل تعميق الشراكة الاستراتيجية الثنائية بين البلدين.

ونقلا عن مصدر تابع لرئيس جمهورية أوكرانيا، أعرب كل من بترو بوروشنكو ورجب طيب أردوغان عن ارتياحهما للتحولات الهامة في مجالات العمل الاستراتيجية المشتركة بين البلدين. وبناء على ذلك، عمدت أنقرة وكييف إلى بذل المزيد من الجهود لتعزيز أواصر علاقة الشراكة والتعاون بين البلدين، وتجسيدها على أرض الواقع بشكل عملي.

في شأن ذي صلة، وحسب المصدر الأوكراني ذاته، ناقش الرئيسان تجهيزات عقد الاجتماع السادس للمجلس الاستراتيجي التركي الأوكراني رفيع المستوى. وفي الأثناء، أكد رجب طيب أردوغان أن تركيا ستواصل دعم أوكرانيا فيما يتعلق بمسألة التمسك بسيادتها الإقليمية، على مستوى أبعاد العلاقة الثنائية المشتركة بين الدولتين ومتعددة الأطراف، على حد السواء.

وفي هذا الصدد، أشار الرئيس التركي إلى أن "استئناف الحوار مع روسيا لن يؤثر على موقف تركيا".

في آذار/ مارس الماضي، أبرمت أوكرانيا وتركيا اتفاقا يقضي بالسماح لمواطني البلدين بالسفر إلى البلد الآخر دون الحاجة إلى تأشيرة دخول، حيث يكفي إبراز جواز سفر أو بطاقة هوية. وبالتالي، سيكون بمقدور الأوكرانيين الدخول إلى تركيا والعبور من خلالها والبقاء فيها دون تأشيرة لمدة تصل إلى 90 يوما. وينطبق الأمر عينه على الأتراك، حيث يستطيعون البقاء في أوكرانيا لأجل أقصاه 180 يوما. عموما، ترى الحكومة الأوكرانية أن هذا الاتفاق سييسر تنمية العلاقات الثنائية بين البلدين.

وفي خضم تهنئته للرئيس الأوكراني بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، شدد أردوغان على أن الصداقة التركية الأوكرانية تقوم على أسس متينة. وفي هذا الصدد، صرح الرئيس التركي أن "التحديات التي نواجهها علي الصعيدين الإقليمي والدولي أثبتت مرة أخرى مدى عمق تعاوننا في جميع المجالات".

من جهته، أقر بترو بوروشنكو بأنه خلال 25 سنة، اكتسبت العلاقات التركية الأوكرانية بعدا وعمقا استراتيجيا. وفي إطار سياسة متسقة لحسن الجوار والشراكة، تطورت العلاقات بين الأتراك والأوكرانيين على مدى السنوات 25 الماضية. وفي هذا الإطار، أفاد بوروشنكو أن "هذا الأمر قد تعزز بشكل ملحوظ إثر القرار التاريخي القاضي بفرض نظام خال من التأشيرات بين البلدين".

وتزامنا مع الذكرى السنوية الثالثة لانضمام القرم إلى روسيا، شهدت السفارة الروسية في أنقرة مظاهرة احتجاجية. وقد نظمت هذه الوقفة الاحتجاجية من قبل رابطة المنظمات غير الحكومية لتتار القرم، مع العلم وأنه قد شارك فيها عشرات من التتار الذين يعيشون في مناطق مختلفة من تركيا. ووفقا لما ذكره رئيس الرابطة، تونجر كالكان، لن يقبل المواطنون في القرم وتتار القرم أبدا بضم شبه الجزيرة إلى روسيا.

وفي الأثناء، وضع المتظاهرون إكليلا من الزهور السوداء على مبنى السفارة الروسية احتجاجا على سياسة روسيا تجاه أوكرانيا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس