هاشمت بابا أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

أحببت أن أكتب هنا في هذا المقال، ليهتم من يهتم بالموضوع، ولينسَ من لا يهمه الأمر...

وفي الحقيقة هذا الموضوع أصبح من اختصاص:

أشخاص مهمين يعملون مستشارين، لكني لست متأكدًا من "توقعاتهم ومعلوماتهم" كلما نظرت إلى تطور الأحداث...

مراكز استراتيجية تظن أن التحليل الاستراتيجي عبارة عن جمع معلومات...

"أخصائيين تلفزيونيين" معروفين لم أسمع منهم توضيحًا مقنعًا بشأن دخول تركيا إلى إدلب أو زيارة أردوغان لأوكرانيا...

تحشد الولايات المتحدة منذ مدة طويلة قوات كبيرة في المنطقة.

هذه الحشود، إذا استثنينا منها القوات الموجودة في المحيط الهادئ وبولونيا، تتجمع على حدود حلقة تقع تركيا جغرافيًّا في مركزها.

الجميع يسأل: لماذا؟

لماذا تنقل الولايات المتحدة كل هذا القدر من المعدات الحربية إلى رومانيا وبلغاريا في الغرب، وجورجيا في الشرق، وسوريا على الحدود الجنوب شرقية لتركيا؟

لماذا تنشئ قواعد عسكرية ومطارات جديدة؟

ليس هناك إجابة مقنعة.

الأجوبة المقدمة تتحدث عن أمور عابرة.

مع أن هناك حقيقة ننساها دائمًا عندما نفكر في هذه القضايا: في 25 يوليو/ تموز 1975 ألغت الحكومة التركية اتفاقية "الدفاع والمشترك والتعاون" ووضعت يدها على أكثر من عشرين منشأة دفاعية. ومنذ ذلك التاريخ والبنتاغون لا ترحب بتركيا.

تجاهلنا البرود المتزايد في علاقاتنا مع الولايات المتحدة منذ حرب الخليج الأولى.

ربما تجيبون الآن بأن المظاهر في بعض الأحيان تخدع!

حسنًا، هل المطارات العسكرية المنتشرة في المنطقة التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي، مظاهر خادعة أيضًا؟

الأمر في غاية الوضوح...

تعمل البنتاغون على محاصرة محيط تركيا.

والولايات المتحدة، التي لا نفتأ نذكر أنها حليفنا الاستراتيجي، تفعل بتركيا ما فعلته بالاتحاد السوفيتي في فترة الحرب الباردة.

لكن هل تشكل تركيا تهديدًا على الولايات المتحدة؟

هل هي منافسة لها في مخططاتها للهيمنة على العالم؟

بالنسبة لنا الإجابة عن هذين السؤالين واضحة، وهي لا!

تريد تركيا "عالمًا يسوده العدل" فقط، ولهذا تبذل جهودها.

وهذا يعني أن للولايات المتحدة نظرة وحسابات مختلفة تمامًا.

علينا أن ندرس المستقبل القريب والمنطقة والولايات المتحدة من خلال وضع هذا "التطور الغريب" (الحشود الأمريكية في المنطقة)، تحت المجهر.

والوقت بدأ يدركنا...

عن الكاتب

هاشمت بابا أوغلو

كاتب في صحيفة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس