جنة جان قلج – موقع إنترنت خبر – ترجمة وتحرير ترك برس

في البداية تحدث وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أمام محافظي 81 محافظة في البلاد فقال: "أنتم تعلمون ونحن نعلم أن الاعتداء المنفذ في 15 يوليو/ تموز (المحاولة الانقلابية الفاشلة) لم يكن من تدبير مخبول واحد فقط".

ومن بعده ألقى أردوغان خطابًا على المحافظين قال فيه:

"تعيش بلادنا منذ فترة واحدة من أخطر المراحل التاريخية من ناحية وجودها وبقائها المستمر على مدى ألف عام في هذه المنطقة. نحن في خضم فترة تاريخية نخوض فيها حرب استقلال ثانية. هناك محاولات لمحاصرة تركيا من الداخل والخارج".

نعم، أظهرت أزمة التأشيرة مع الولايات المتحدة وبشكل واضح أننا "نواجه حصارًا من الداخل والخارج".

ربما يبدو ذلك للبعض مبالغًا فيه، لكن الحقيقة أننا فعلًا نخوض حرب استقلال ثانية حاليًّا.

والأمر يتعلق بوجود بلدنا...

أعداء البلاد حاولوا بالمدفع والبندقية فلم ينجحوا، وسعوا إلى فرض حصار اقتصادي  فلم يفلحوا، وعملوا على نشر الإرهاب والمخدرات ففشلوا.

خطة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بدعم من تنظيم "غولن" بدأت بأحداث منتزه غيزي، وتواصلت مع العمليات الأمنية في 17 و25 ديسمبر 2013، واختتمت بالمحاولة الانقلابية في 15 يوليو 2016. وغاية الخطة هي تمزيق تركيا من خلال حرب أهلية، ثم تشكيل دولة جديدة.

وكان هناك طريقتين لذلك، إما العمل بنموذج مصر، أي فتح القلعة من الداخل عبر الإطاحة بالحكومة، أو نموذج سوريا عبر إثارة حرب أهلية. وفي كلتا الحالتين تحقيق الحلم جعل تركيا بلا أردوغان.

لأن تركيا يقودها أردوغان هي أكبر عائق أمام مشروع الشرق الأوسط الكبير، الذي تسعى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرئيل إلى تنفيذه.

وعلى الصعيد الداخلي، لا يمكن استيعاب كيف يمكن لرئيس حزب الشعب الجمهوري كمال قلجدار أوغلو أن يضع نفسه بعيدًا عن تركيا حين يدعو الطرفين في أزمة التأشيرة الناشبة بين أنقرة وواشنطن إلى ضبط النفس.

وماذا يمكننا القول لسماسرة السياسة الداخلية الذين ينتقدون رئيس حزب الحركة القومية دولت باهجلي، بأنه يتبع أردوغان، ويسعون إلى تقسيم القوميين وتأسيس حزب جديد؟

لقد أعمى الطموح إلى الحكم بصيرتهم إلى درجة أنهم لا يدركون أي الجهات يخدمون بخطاباتهم ومواقفهم هذه. وربما يدركون لكنهم يرون كل شيء مباح في سبيل الإطاحة بأردوغان مهما كانت الوسيلة.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس