ترك برس

بعد تحوله إلى المعرض الثقافي الرئيسي في إسطنبول، يستعد معرض إسطنبول للكتاب بدورته السادسة والثلاثين لجمع مجموعة كبيرة ومتنوعة من الكُتّاب والقُرّاء والناشرين في الفترة بين 4 و12 تشرين الثاني/ نوفمبر القادم.

ينعقد المؤتمر تحت شعار "سعيدون باحتضانك، أيها الأدب"، وبمشاركة كوريا الجنوبية كضيف شرف. وقد تم التحضير له ورعايته من قبل شركة توياب وجمعية الناشرين الأتراك، وتم الإعلان عن تفاصيله في مؤتمرٍ عُقد بإسطنبول.

ومن جهته، قال المدير العام للمعارض الثقافية في توياب، دينيز كافاكشو أوغلو، إن مؤسسته ترغب بالمساهمة في نجاح المعرض الذي يقدم منشورات وأفكارًا جديدة في كل عام.

وأوضح أنهم يهدفون لزيادة عدد دور النشر والزوار، وأنه قام بنفسه بعمل مقارناتٍ موضوعية من خلال زيارة معارض الكتاب المختلفة حول العالم، حيث يقول: "بدأ العديد من معارض الكتاب بإنتاج الأعمال الموجهة للقارىء، مشيرا إلى أن هذا كان هو هدف المؤسسة منذ 36 عامًا.

وأضاف كافاكشو أوغلو: "كنا نعمل على جذب القرّاء والكتاب ودور النشر معًا في مكانٍ واحدٍ من خلال معرض إسطنبول للكتاب. وأعتقد أننا قد استطعنا تحقيق ذلك، واستطعنا منذ ثماني سنوات رفع المعرض على المشهد الدولي".

الأدب ومهرجان الثقافة

أعلن دينيز أن عدد زوار المعرض قد تجاوز في السنوات الأخيرة 500 ألف زائر. كما أعلن عن أن كوريا الجنوبية ستكون ضيف الشرف للمعرض. ويقول دينيز: "تجمعنا كأتراك روابطُ صداقةٍ وودّ بكوريا الجنوبية، نحن دولتان شقيقتان، ولقد مات العديد من جنودنا على أرض كوريا الجنوبية لذا فنحن نشعر بهم وهم يشعرون بنا أيضًا. من أجل ذلك، أنا فخورٌ بإعلان أنها ستكون ضيفة الشرف لدينا".

وتم اختيارُ الكاتبة آيلا كوتلو لتكون كاتبة الشرف لمعرض هذا العام، حيث ستشارك في اللوحات والجلسات المفتوحة والمقابلات التي ستُقام فيه، بالإضافة لغيرها من العديد من الناشرين والكتّاب الدوليين والضيوف.

وقال رئيس جمعية الناشرين الأتراك، كنان كوجاترك، إن معرض إسطنبول الدولي للكتاب قد تحول إلى مهرجانٍ للأدب والثقافة. يقول كنان: "سنشهد تطورًا في التعليم في المرحلة القادمة بفضل التطورات التي حصلت على المنشورات التي نقدمها والتي تحمل جودةً عالمية".

وأضاف: "سيأتي للمعرض متحدثون من سنغافورة وفنلندا. وإن واحدًا من أهم الأسباب وراء تطور النشر في أوروبا قانونُ الأسعار الثابتة الذي ينظم عملية التسويق وحماية الناشرين الصغار أمام الكبار. وسيتكلم متحدثٌ من جمعية الناشرين الألمان عن كيفية تطبيق القانون في ألمانيا وماذا استطاع أن يقدم لعملية النشر هناك".

يقول كنان إن قطاع النشر في كوريا الجنوبية نشيط جدًا وقد حل في المرتبة السادسة عالميًا في سنة 2013، وسيكون هناك تبادلٌ للمعلومات وتوثيقٌ للتعاون معها من خلال المعرض.

تركيا تتجاوز المألوف

قال رئيس قسم المطبوعات في وزارة الثقافة والسياحة التركية، سيدات آكشيون أوغلو، إن معدل إنتاج الكتب ارتفع في السنوات الأخيرة. وأضاف: "هذه الحالةُ التي وصلنا إليها تعني زيادة المسؤولية في نقل وإنتاج وتقديم الكتب للقرّاء، وتحمل معارضُ الكتاب جزءًا رئيسًا من تلك المسؤولية على كاهلها. تُقام سنويًا معارضُ كتابٍ في العديد من المدن حول العالم، وفي مدينة إسطنبول، يُقام معرضٌ لا يقلُّ عن غيره من المعارض، بل إن تركيا في الواقع، قد استطاعت تجاوز العادي والمألوف."

يُعدّ المعرضُ تقليدًا هامًّا على الصعيد الدولي. ويقول سيدات: "نحاول دعم المعرض ونحن سعيدون بالفعل بالجهود التي قمنا بتقديمها. لدينا أدبٌ أقدمُ من الألفية بالفعل، وإن تقديم الأدب التركي ونشره محليًا وعالميًا سيكون له دورٌ بارزٌ في إيجاد حلول للعديد من المشاكل... تعملُ وزارتنا على نشر الأعمال التركية الأدبية والفنية والثقافية ونقلها إلى الدول الأجنبية. ولقد قمنا اليوم بدعم ترجمة ألفين و 500 كتاب. 1817 منها تم نشرها في 67 دولة بـ 60 لغة مختلفة. سنعقد لقاءاتٍ مع الناشرين الدوليين أثناء المعرض".

أكّد قنصل جمهورية كوريا الجنوبية في إسطنبول، تشا يونغ تشول، أن الأتراك والكوريين قد عاشوا معًا قبل ألفين و500 عام.

وفي إشارة إلى هجرة الأتراك إلى الأناضول، قال يونغ تشول: "إن الكوريين يتبعونكم لنلتقي مرةً أخرى الآن. نحن حقًا متشابهون، كما هي ثقافاتُنا. لغاتُنا ترجع إلى نفس العائلة اللغوية، ولدينا أيضًا الشاي والماء والمانتي (أكلة تركية شهيرة). ويدلُّ هذا كله على أننا قد عشنا معًا لألفيةٍ كاملة. وهذا هو السببُ الذي يفسر قيام تركيا بإرسال 15 ألف جندي إلى الحرب الكورية. آملُ أن تتعرفوا على الثقافة الكورية وتلتقوا بالكتّاب الكوريين أثناء المعرض".

ومن المتوقع أن يشارك ما يقرب 850 دار نشر من الداخل والخارج والمنظمات غير الحكومية في المعرض الذي سيعقد في معرض توياب وقاعة المؤتمرات في بويوك تشكمجة. كما سيشارك كتّابٌ بارزون من كوريا الجنوبية، الذين سيكونون جزءًا من 300 لوحةٍ ولقاءٍ وعرضٍ شعري وورشات عملٍ للأطفال، ستُعقد على مدار أيام المعرض التسعة.

وستقدم كوريا موضوعاتها ومنشوراتها في مساحةٍ تبلغ 252 مترًا، وسيتم الاحتفال بالذكرى الستين لـ "نهايتان لطريق الحرير: تركيا وكوريا" هذا العام. أما عن الشعار الذي جهزته كوريا فهو كتابٌ بألوان كوريا التقليدية الخمسة. وبعد حفل افتتاح المعرض، ستفتتح كوريا برنامجها بعرض الرقص الكوري التقليدي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!