ترك برس

لوّح قياديون عسكريون في الجيش السوري الحر باحتمال فتح معركة قريبة لاستعادة مدينة "تل رفعت" وبلدات أخرى من سيطرة ما يُعرف بـ"قوات سوريا الديمقراطي" (قسَد)، لكن يبدو أن مستجدات طرأت على المشهد أجلت هذه التحركات إلى حين وضوح ما تم التوافق عليه بين روسيا وتركيا.

وأكّد رئيس المكتب السياسي في "لواء المعتصم"، مصطفى سيجري، أن مفاوضات روسية تركية جرت، ولا زالت تجري، حول مدينة تل رفعت ومحيطها، مشيرا إلى التفاوت الكبير في رؤية الجانبين لمصير هذه المدينة، وفق ما نقلت عنه صحيفة "عربي21".

وأوضح سيجري أن مكمن الخلاف فيما بين الأتراك والروس؛ هو أن رؤية الأولى ترى أنه من الضروري أن تعود تل رفعت إلى سيطرة الجيش الحر؛ لأنها تعتبر قسَد أو الوحدات الكردية التي تسيطر عليها قوى "إرهابية"، وغير مقبولة على المستوى الشعبي.

في المقابل، وبحسب سيجري، فإن الرؤية الروسية لا تعارض وصول قوات النظام وسيطرتِها على تل رفعت، لطمأنة الجانب التركي المتخوف من وجود الأكراد في هذه المنطقة، مستدركا بالقول: "لكن الروس وتركيا يدركان أن هذا الطرح غير موافق عليه من قبل الجيش الحر"، كما قال سيجري.

وأضاف: "تركيا تعتبر ضامن للجيش الحر، بالتالي هي مسؤولة عن ضمان عدم نشوب معركة جديدة في هذه المنطقة. وفي المقابل، فإن بقاء تل رفعت تحت احتلال قسَد لن ينزع فتيل المعارك".

وبناء على ذلك، يرى سيجري أن نشوب معركة من شأنه توتير العلاقات الروسية التركية و تعطيل الاتفاقيات السابقة في المنطقة، وفي إدلب أيضا، واعتبر أن الدولتين "بحاجة إلى التوصل إلى اتفاق نهائي في هذه المنطقة"، لكنه أوضح أن "اتفاقا بعد لم يحصل، وننتظر نتيجة اللقاءات".

وفي السياق ذاته، قرأ سيجري في خطوة رفع العلم الروسي في هذه المناطق قبل أيام، بدلا عن رايات قسَد والوحدات الكردية، على أنها "رسالة روسية لطمأنة الجانب التركي".

وأضاف: "في حال فشل المفاوضات الروسية التركية بإخراج قسَد من تل رفعت ومحيطها وعودتها للجيش الحر، فبالتأكيد سوف نبادر إلى معركة لأننا أصحاب الأرض"، على حد وصفه.

ولم تختلف وجهة نظر سيجري عن رؤية نائب رئيس هيئة الأركان في الحكومة السورية المؤقتة، العقيد هيثم العفيسي، الذي اعتبر "أنه من المبكر الجزم بما سيؤول إليه المشهد العسكري في مدينة تل رفعت".

وألمح العفيسِي، في تصريحات لـ"عربي21"، إلى تطورات مهمة قد تشهدها المنطقة، مكتفيا بالقول: "هناك تطورات سوف نصرح عنها في وقتها".

يذكر أن قسَد كانت سيطرت على مدينة تل رفعت ومدن عربية أخرى بريف حلب الشمالي؛ في مطلع العام الماضي، وذلك بعد معارك خاضتها، بدعم وإسناد جوي روسي كثيف، ضد فصائل الجيش الحر التي كانت تصد هجمات تنظيم الدولة من الشرق، وهجمات النظام من الجنوب في الوقت ذاته.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!