ترك برس

قال تقرير لموقع ذا هيل الأمريكي إن هناك فرصة لتحقيق التقارب بين الولايات المتحدة وتركيا عبر التعاون العسكري والدبلوماسي الوثيق بينهما في شمال العراق لكبح جماح التمدد الإيراني، وإعادة الاستقرار إلى العلاقات الأمريكية مع كل من أنقرة وأربيل التي تدهورت في الفترة الأخيرة.

ويشير التقرير الذي أعده بليز ميزتال مدير الأمن القومي في مركز بيبارتيزان بوليسي سنتر، ونيكولاس دانفورث المحلل السياسي في المركز إلى أنه رغم الخلاف بين البلدين على جميع الأمور تقريبا فإنهما يتفقان حول إقليم شمال العراق. فعلى مدى العقد الماضي، أقام البلدان علاقات وثيقة مع الزعيم الكردي مسعود برزاني الذي كان حليفا مهما لواشنطن في الحرب ضد داعش، وكذلك في محاولة احتواء النفوذ الإيراني في العراق.

أما بالنسبة إلى أنقرة، فإن برزاني، بوصفه قائدا كرديا معتدلا ومتعاونا، كان حليفا مهما في الحرب ضد الحركة الانفصالية الكردية التي تشهدها تركيا منذ عقود، ورأى البلدان في حكومة إقليم شمال العراق، التي ترأسها برزاني كيانا شبه ديمقراطي، بوصفها جزيرة مهمة من الاستقرار النسبي في المنطقة، وأصبحت لأنقرة على وجه الخصوص شريكا اقتصاديا مهما.

ويضيف التقرير أن إصرار مسعود برزاني على إجراء الاستفتاء رغم معارضة واشنطن وأنقرة جعله يفقد اثنين من أبرز داعميه الأجانب، ولذلك عندما اختارت بغداد الرد على الاستفتاء عسكريا، لم يكن لديه من يدعمه. وفي 16 تشرين الأول/ أكتوبر، وعندما دخلت الدبابات العراقية كركوك مع انسحاب القوات الكردية، كان ذلك نهاية مهينة لحلم برزاني بالدولة الكردية.

ووفقا للتقرير، لا تريد الولايات المتحدة ولا تركيا اتساع دائرة العنف في العراق أو أن يمتد النفوذ الإيراني على طول الحدود التركية. ولذلك، فإن لدى كل من واشنطن وأنقرة سببا وجيها لوقف تقدم الميليشيات المدعومة من إيران، أو أنهما ستفقدان الكثير إذا ما أخفقتا في دعم شريكهما الكردي.

وقال التقرير إن التعاون الدبلوماسي والعسكري الوثيق بين الولايات المتحدة وتركيا أفضل وسيلة لدعم استمرار صلاحية حكومة الإقليم. كما أنه سيساعد على إبقاء العلاقة الأمريكية التركية المتعثرة على قيد الحياة. وستكون الخطوة الأولى عبارة عن بيان مشترك لدعم السلامة الإقليمية لحكومة إقليم كردستان في حدود ما بعد عام 2003. ومن ثم يمكن لتركيا أن تعلن أنها ستنهي العقوبات التي فرضتها على حكومة الإقليم عقب استفتائها، وهو إجراء عقابي لم يعد له أي ضرورة.

وأوضح أن تهديد القوة سيكون حتما جزءا من أي مفاوضات حول مستقبل حكومة إقليم كردستان.. وإذا اتجهت واشنطن وأنقرة إلى التنسيق الدبلوماسي الوثيق، فإن التهديد بالعمل العسكري المشترك سيبدو، بالتالي، أكثر مصداقية بالنسبة لأي شخص يراقب في طهران.

وخلص التقرير إلى أن التوصل إلى حل طويل الأجل لتحقيق الاستقرار فى المنطقة، يتطلب التفاوض على اتفاق جديد بين بغداد واربيل، اتفاق يأخذ في الحسبان قضية عائدات النفط من حقول شمال العراق، وتملك تركيا التي تسيطر على خط الأنابيب الذي يصدر النفط من خلاله حاليا، أوراقا مهمة في أي من هذه المفاوضات.

وتابع بالقول إن التعاون مع تركيا للتخفيف من الأضرار التي لحقت باستفتاء حكومة الإقليم سيكون فرصة للمساعدة في كبح داعش وإيران مع إظهار الأهمية المستمرة للعلاقة بين واشنطن وأنقرة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!