فخر الدين ألتون - جريدة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

لقد عزلتم أنفسكم، ووقفتم بعيدا عن المسلمين. ولعبتم بتعاليم سنة الإسلام، واعتبرتم أنفسكم "مختارين". لم تدخلوا إلى لعبة السياسة ولكنكم أردتم أن تُخضِعوها لأمركم.

لقد سقطتم هذا السقوط لأنكم ارتكبتم أكبر الذنوب عظما هذه الذنوب التي يحبها الشيطان. لقد اختلتم بأنفسكم ونظرتم بفوقية إلى ما حولكم معتبرين كل من لا يقف بصفكم معابا مهانا.

ورغم كل هذا كان من الممكن أن نجد لكم عذرا أومبررا كضرورة الولاء للجماعة التي تنتمون إليها. كان بإمكانكم أن تقتصروا على النشاطات الاجتماعية، عندها لم يكن أحد ليتدخل بكم في هذه الدولة التي لا تتعرض الجماعات الدينية فيها إلى الظلم ولا تطبق فيها قوانين العلمانية المتطرفة.

ولكنكم لعبتم أردتم أن تلعبوا بالسلطة وبطرق غير شرعية. حاولتم أن تطوّعوا السياسة لتكون تحت إمرتكم. ربما كنتم تستخفون بالعمل السياسي ولا تريدون أن تزجوا بأنفسكم للخطر. إلا أنكم فعلتم ما لا يجرؤ على فعله حاملو السلاح وراكبو الدبابات. حاولتم أن تنالوا السلطة من أقصر الطرق. إلا أنكم لم تنجحوا. أردتم أن تُملُوا على الحكومة ما تفعله دون أن تتحملوا مسؤولية ذلك.

سعيتم بحيلة ودهاء لتُسلّموا مناصب رفيعة في الدولة إلى أتباعكم. واتّخذتم احتياطاتكم اللازمة من أجل ذلك. كنتم لا تجرؤون على الخروج من بيوتكم سوية بل واحدا واحدا لكي تُبعِدوا عن أنفسكم الشبهات. ولطالما انتظرتم أياما وشهورا لكي تقابلوا روؤساء الجمهورية السابقين كديميريل وتورغوت أوزال.

وكان من يتبرع بألف دولار أمريكي يُنَصّب ملكا على عروش النفوس. أجل أنتم من بدأ اللعبة. لخدمة من فعلتم ذلك؟ هل لخدمة الإسلام فعلتم كلما فعلتموه. لا والأدهى من ذلك أنكم حركتم مشاعر الناس بآيات من القرآن الكريم. ولكن الله يحكم بالعدل وقول القرآن هو القول الحق: "العاقبة للتقوى".

هل أمركم الإسلام بإيقاف قوافل المساعدات التي أرسلت إلى إخواننا التركمان في سوريا؟ وماذا كان وراء اتهاماتكم لتركيا بصلتها بالقاعدة وشكايتها إلى الغرب؟ لا زال إصراركم على أن تنصتكم على اجتماع وزارة الخارجية السري كان لمصلحة الأمة، هذا بحاجة إلى إيضاح وتبرير. وهل أردتم الاستيلاء على الاستخبارت من أجل خدمة رسالة الإسلام؟ لم تنجحوا في غايتكم ولم تستولوا على المخابرات ولكنكم ومنذ 7 شباط/ فبراير 2012 وأنتم تصنعون بأيديكم عناصر استخباراتكم. لقد أشعتم أن السياسة التركية واقعة تحت التهديد الإيراني. وجعلتم الرأي العام ينشغل بمواضيع تافهة مثل زواج المتعة. حتى أنكم نظمتم لهكذا مواضيع مؤتمرات وألقيتم محاضرات. ولم يكفيكم كل هذا بل اتهمتم رئيس الوزراء بأنّه "رئيس منظمة"... وارتكبتم غير ذلك الكثير...

وها نحن الآن في 17 شهر كانون الأول/ ديسمبر.. قبل عام كامل من اليوم نفذتم "عمليات الاعتقال بتهمة الفساد" لإيقاع الحكومة الشرعية والانقلاب عليها. لقد رأيناكم مرأى العين تدافعون عن محاولة الانقلاب وأنتم من تعرفون أنفسكم بـ"جماعة دينية". لقد زاد تطرفكم يوما بعد يوم وزاد طغياتكم.

حتى في أحداث حديقة غازي لم يقولوا "إن الشجر ليس إلا ذريعة" ولم يكونوا ليقولوا: "إن القضية ليست قضية الدفاع ضد الفساد، ألم تفهموا ذلك بعد؟" حتى هذا لم يقولوه. إن المسألة ليست مسألة الكشف عن الفساد إو ما إلى هنالك. لو كان الأمر كذلك لما أخفوا ملفات الوزير الذي يتعاونون معه جانبا لكي لا يتكشف فعله.

اليوم تجري الكثيرمن الاجتماعات والمناظرات في الجامعات وعلى شاشات التلفزيون تنظر بأمر ما حدث خلال هذا العام وتحاسب الفاعلين. وستحدث المواجهة العلنية ليظهر فيه ما معنى التهديد… سنشهد كل هذا بوضوح وستشهد إعلان نهاية الحركة التي حضرت نهايتها بيدها..

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس