ترك برس

قال الباحث الروسي رئيس معهد الشرق الأوسط، يفغيني ساتانوفسكي، أن وسائل الإعلام الروسية لاحظت التفاؤل الحذر لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال تغطيتها لقمة سوتشي التي اجتمع فيها مع الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، والإيراني حسن روحاني.

وتعد قمة سوتشي الثلاثية التي ضمت رؤساء تركيا وروسيا وإيران، قبل أكثر من أسبوع، منعطفا هاما على طريق حلّ الأزمة السورية، وانبثقت عنها ما يمكن أن نطلق عليه "خارطة طريق" جديدة، لإنهاء الحرب، وإعادة إعمار سوريا.

وتحمل قمة سوتشي أهمية، لأنها تُعقد بين تركيا وروسيا وإيران، الدول الثلاثة الضامنة لمسار أستانا، الذي ركز على وقف الاشتباكات، وأفضى إلى تشكيل مناطق خفض التوتر في سوريا.

وجرى التأكيد مجددا خلال القمة على وحدة أراضي سوريا، وضرورة تطهير البلاد من المنظمات الإرهابية، واتخاذ التدابير التي من شأنها تهيئة الأجواء لعودة النازحين واللاجئين إلى ديارهم، وإيصال المساعدات الإنسانية دون معوقات.

وفي تقرير تحليلي نشرته صحيفة "كوريير للصناعة العسكرية، أشار ساتانوفسكي إلى أن تركيا وإيران والسعودية وقطر والولايات المتحدة لها مصالحها الخاصة، التي لا تتفق مع آفاق روسيا، بحسب وكالة "روسيا اليوم".

ورأى أن "موسكو تبذل كل ما في وسعها لإخماد الصراع الداخلي في سوريا، ومنع نشوب صراعات خارجية (إيران وإسرائيل)، وأن التفاؤل ليس في محله بعد، على الرغم من الهزائم التي عانى منها مسلحو "الدولة الإسلامية".

وأضاف أنه "إذا ما استمر داعش في السيطرة على مواقع على طول نهر الفرات بين الميادين والبوكمال فمن السابق لأوانه الحديث عن هزيمته. إن تطهير نهر الفرات من كلا الضفتين لحظة حاسمة، حيث يفقد الداعشيون السيطرة على الأنظمة اللوجستية وأنظمة الري، والتي ستحدد التقدم المستقبلي في المفاوضات مع القبائل السنية المحلية".

وشدّد الباحث الروسي على أن "المياه والسيطرة على توزيعها في سوريا، تعادل السيطرة على حقول النفط شرقي الفرات. وفي حين يمكن تدمير حقول النفط من الجو، فلا يمكن فعل ذلك للفرات".

كل هذا يفرض الحاجة للقيام بعملية على الضفة الشرقية لنهر الفرات بين الميادين والبوكمال حتى الحدود العراقية.

وتابع ساتانوفسكي أن إنشاء مثل رأس الجسر هذا على الضفة الشرقية، يمليه ما يمكن التنبؤ به من سلوك الأميركيين في منطقتهم للحفاظ على القدرة القتالية لداعش على الحدود بين سوريا والعراق إلى الشرق من نهر الفرات.

وقال إن وجود مثل هذا "الجيب" على الحدود يسمح للولايات المتحدة، إذا لزم الأمر، بتبرير وجودها في شمال سوريا "في إطار الحرب ضد داعش"، وبذلك تحتفظ في كمها بورقة رابحة ضد موسكو ودمشق.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!