ناغيهان آلتشي – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس

مضى أسبوع. يوم الثلاثاء الماضي أطلق رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال قلجدار أوغلو ادعاءات كبيرة جدًّا خلال اجتماع كتلته النيابية في البرلمان. فهل استطاع خلال هذا الأسبوع إقناع الرأي العام بصحة الادعاءات المذكورة؟ وهل تمكن من خلق التأثير الذي كان يريده؟ هل استطاع إلحاق الضرر الذي سعى إليه بالحزب الحاكم ورئيس الجمهورية؟ هل تمكن من شغل الأجندة؟

من الواضح أن أيًّا من الإجابات على هذه الأسئلة لم تكن مرضية بالنسبة لحزب الشعب الجمهوري. الغموض الذي يحيط بماهية الوثائق التي لوح بها قلجدار أوغلو زاد أكثر مما كان عليه أول يوم. 

ما دام قلجدار أوغلو واثقًا من المستندات التي بين يديه، لماذا لم يرسلها في اليوم نفسه إلى الإعلام؟ لماذا لا يستطيع أن يقنع الرأي العام أن الوثائق التي لوح بها في اجتماع الكتلة النيابية هي نفسها التي سلمها إلى النيابة؟ 

العودة إلى السياسة السلبية

إليكم ملاحظاتي حول هذه الاستراتيجية:

أولًا، مارس حزب الشعب الجمهوري على مدار سنوات سياسة سلبية. عوضًا عن تقديم طرح ما استخدم لغة سليبة تهدف إلى تقويض ما هو قائم. بيد أنه غيّر هذا الموقف في انتخابات 7 يونيو والحملة الانتخابية بشأن الاستفتاء على التعديلات الدستورية، وتبنى سياسة إيجابية وبناءة.

لم يحصل الحزب على النتيجة المرجوة من الانتخابات في 7 يونيو، لكنه حصل على مبتغاه في الاستفتاء بعد أن جعل اسمه في الصفوف الخلفية. 

والآن يعلن عودته إلى الموقف السلبي من خلال لجوئه إلى سياسة التلويح بالوثائق. هذا أمر اعتادته القاعدة التقليدية التي تشكل العمود الفقري لحزب الشعب الجمهوري، لكن من الواضح أن هذا الطراز من السياسة يحول دون ابتعاد الحزب عن تلك القاعدة، وهذا ما يؤدي إلى نفور الناس منه.

هل هناك توقيت أسوأ من هذا؟

النقطة الرئيسية الثانية هي الخطأ الفاحش في توقيت الكشف عن هذه الوثائق. بينما تستمر قضية رجل الأعمال التركي من أصل إيراني رضا زرّاب على نحو سيضع تركيا في موقف حرج، من الصعب جدًّا إقناع حتى القاعدة الشعبية للحزب بأن ظهور هذه الوثائق بشكل متزامن مع القضية هو من قبيل الصدفة.

فجميع من سألتهم مهما كان انتماؤهم أو تعاطفهم الحزبي يعتقدون أن هذه الوثائق جاءت من أمريكا. وباختصار، ساهم حزب الشعب الجمهوري بنفسه في تسجيل هدف في مرماه في الجدل الدائر حول "المواقف اللاوطنية".

زيادة التشويق ترفع من سقف المتطلبات

وبرأيي فإن الخطأ الثالث لحزب الشعب الجمهوري هو إثارة تشويق كبير لا يمكن تلبية متطلباته لدى الرأي العام. فقد صوّر الحزب الموقف وكأن لديه أسرارًا هامة سيكون للكشف عنها وقع شديد، وهذا ما زاد الفضول لدى الشارع.

بيد أن زيادة مستوى الفضول تجعل من الصعب إقناع وإرضاء الناس. وسعي الحزب لزيادة التشويق لدى الشارع من دون تقديم شيء ملموس أدى إلى خلق تأثير عكسي.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس