ترك برس

تعليقا على تصريح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، هذا الأسبوع الذي انتقد فيه استمرار عمليات تسليم الأسلحة الأمريكية للميليشيات الكردية فى سوريا، وتشكيكه فى دوافع واشنطن الحقيقية، رأى محللون أتراك أن هناك بالفعل خطة أمريكية في المنطقة تهدف إلى تركيع تركيا وإذعانها للسياسة الأمريكية، وحصار روسيا وإضعاف إيران.

وأشار المحلل السياسي التركي، فائق بولوت، إلى أن أهداف واشنطن تشمل كلا من تركيا وإيران وروسيا، والهدف الرئيسي للولايات المتحدة على المدى الطويل هو إضعاف موقف إيران.

وأوضح بولوت في حديث مع راديو سبوتنيك تورك "لا شك  أن هناك خطة أمريكية يتحدث عنها الرئيس أردوغان، ولا تؤثر في تركيا فقط. وهذه الخطة تستهدف المنطقة بأسرها، ومكونها الرئيسي هو محاصرة إيران بمساعدة إسرائيل والسعودية."

ووفقا للمحلل التركي، هناك دوافع كثيرة تقف وراء هذه الاستراتيجية، فعلى سبيل المثال، كانت واشنطن مهتمة دائما بالسيطرة على موارد الطاقة في المنطقة، ولذلك فإن تحركات واشنطن يجب ان ينظر اليها بشكل شامل، على أنها انعكاس للبحث عن الحلفاء ومجالات النفوذ.

وفيما يتعلق بمواصلة الولايات المتحدة تزويد الميليشيات الكردية في سوريا بالأسلحة، أشار بولوت إلى أن جهود واشنطن تكتيكية بحتة، وبناء على الرغبة في تجنب فقدان النفوذ.

وأضاف: "من الواضح للجميع أن روسيا تمكنت من تحقيق نجاحات كبيرة في المنطقة. وفي هذا الصدد، انهارت القوات التي تدعمها الولايات المتحدة. ونتيجة لذلك، بدأت في البحث عن مناطق نفوذ لا يمكن إزالتها تماما من المنطقة، وبالتالي تعاونت مع قوات سوريا الديمقراطية السورية، إلا أن هذه خطوة مؤقتة، وهناك خلافات جدية في الرأي بين البنتاغون ووزارة الخارجية حول هذه القضية.

وفيما يتعلق بإيران، أوضح المحلل التركي أن الجهود الأمريكية ضدها هي جزء من استراتيجية أوسع  ضد ضد روسيا، وقال: "إذا تمكنت الولايات المتحدة من إضعاف موقف إيران فإنها ستسعى بعد ذلك إلى تطويق روسيا من الجنوب".

وحول خطة واشنطن تجاه تركيا، قال بولوت إن واشنطن لم تضع حتى الآن هدفا لإضعاف تركيا عسكريا. وأشار إلى أن واشنطن كانت ستبدأ بتمويل القوات الكردية داخل تركيا نفسها، كما كانت ستطلب من الأكراد السوريين بدء حملة عسكرية ضد أنقرة. وأضاف أن "الولايات المتحدة لا تعتزم القيام بعملية عسكرية موجهة مباشرة ضد تركيا بل إنها تمارس ضغوطا منهجية على بلادنا بطرق مختلفة كما يتضح من قضية رضا زراب".

وردا على سؤال حول فرص واشنطن فى تحقيق أهدافها فى المنطقة، أشار بولوت إلى أن مجال المناورة الأمريكية محدود بسبب وجود روسيا، فضلا عن ندرة الحلفاء الإقليميين الذين لديهم قوة عسكرية كافية، باستثناء إسرائيل. أما السعودية فرغم ما تملكه من ترسانة عسكرية أمريكية، فلم تتمكن من تحقيق النصر في اليمن، ولا في الصراع الدبلوماسي مع قطر. وفي الوقت نفسه، تركز مصر على مشاكلها الداخلية.

من جانبه، يعتقد الجنرال إسماعيل حقي بيكين، الرئيس السابق لدائرة الاستخبارات في الجيش التركي، أن تدمير علاقات تركيا مع إيران وروسيا هو أمر أساسي في استراتيجية واشنطن للمنطقة. وأكد بيكين أنه على الرغم من تحالف واشنطن الطويل مع أنقرة، فإن الجهود الأمريكية فى الشرق الأوسط بما فى ذلك شمالي العراق وشمال سوريا تنصب على دعم الجماعات التي تشكل تهديدا لتركيا.

وقال بيكين: "إن خطط واشنطن فى الشرق الأوسط تؤثر في تركيا تأثيرا مباشرا، حيث تعتزم الولايات المتحدة إنشاء دولة فيدرالية في شمال سوريا في منطقة تمتد من نهر الفرات إلى دير الزور، بالإضافة إلى العمل على جلب حزب العمال الكردستاني إلى طاولة المفاوضات مع أنقرة، ويريدون الحصول على امتيازات له من تركيا".

ووفقا لرجل الاستخبارات السابق، فإن قضية رضا زراب، واستمرار واشنطن في تزويد الميليشيات الكردية بالسلاح، واتخاذها تدابير اقتصادية ضد تركيا، كلها عناصر لمحاولة الولايات المتحدة للضغط على أنقرة في علاقاتها مع خصوم واشنطن. والهدف من هذه الضغوط هو استخدام تركيا للمساعدة في السيطرة على روسيا في البحر الأسود وفي بحر قزوين وحصار إيران، مع إضعاف موقف أنقرة في البحر المتوسط ​​وقبرص.

وخلص بيكين إلى أن "الولايات المتحدة تريد أن تتدهور العلاقات التركية الإيرانية والتركية الروسية، وأن تمنع تعاون هذه الدول مع السلطات السورية في المستقبل وهذه هي الخطة الأمريكية لتركيا. أما بالنسبة إلى الأكراد، فإن واشنطن تأمل في استخدامهم كأداة متعددة الأغراض ضد دمشق وأنقرة وطهران".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!