حسين أوزتورك – صحيفة يني عقد – ترجمة وتحرير ترك برس

إن اعتراف الرئيس الأمريكي ترامب بالقدس عاصمةً لدولة الاحتلال وتحديه العالم من خلال ذلك خير دليل على أن أمريكا هي دولة إرهابية.

أود مشاركتكم ببعض المقتبسات من كتاب "أندريه فلتشيك" الذي يتحدث عن الجرائم التي ارتكبتها أمريكا في بغداد والإرهاب الذي أظهرته في المنطقة، أمريكا هي أكبر دولة إرهابية بالنسبة إلى العديد من الأشخاص الذين لقوا نصيبهم من السياسة الخارجية الظالمة التي مارستها واشنطن في مختلف مناطق العالم، إذ لا يحمل الاقتصاد الغربي والاستعمار الثقافي الذي تحاول أمريكا فرضه على بقية العالم أي صفة لها علاقة بالأصالة، كما تعرّض العالم للاستعمار والنهب لمئات السنين من قبل القوى الأوروبية، وإن تجاهل مصالح الشعوب الصادرة عن عدة عوامل مثل لون البشرة والثقافة والدين واللغة وأسلوب الحياة والمنظمات الاقتصادية-الاجتماعية ليس بالأمر الجديد بالنسبة إلى واشنطن ونيو يورك، الخلاصة أن جميع الإمبراطوريات الأوروبية اكتسبت ثرواتها من خلال نهب العالم.

تم إنشاء جميع القصور والمسارح والمباني والمتاحف والبلديات التي تتضمنها ما نسميها اليوم بالحضارة الأوروبية من خلال نهب الفضة من "بوتوسي" والبهارات من الجزر الأندونيسية ونهب الحجار القيمة وحتى البشر من أفريقيا.

ويجب أن لا ننسى أبدا أن الغرب يستغل نقاط ضعف باقي العالم من أجل تحقيق مصالحه الشخصية وكأن الوريث الذي يحقّ له التصرف بهذه الطريقة، في حين تخلّت العديد من دول العالم عن دينها وعاداتها وثقافاتها وحتى لغتها من أجل الانتقال إلى معتقدات وقيم الغرب التي نسميها بالـ "تحضّر".

لا عيب في قول كلمة الحق

كانت عبارة "العالم أكبر من خمسة" التي ذكرها الرئيس أردوغان، والتي كان يقصد بها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، مصدر قلق لجميع الدول التي تتغذى بالإرهاب، وقد ذكر "أندريه فلتشيك" بعض الأسئلة فيما يخص شكوى الرئيس أردوغان للأمم المتحدة أمام العالم بأسره:

لماذا لا يتساءل أي شخص عن السبب في تحديد الصح والخطأ بطرق غير أخلاقية من قبل أربعة دول أعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة -بريطانيا وفرنسا وروسيا وأمريكا-؟

كيف يمكن لبريطانيا وفرنسا وروسيا وأمريكا أن تشير إلى أسلحة الدمار الشامل كمصدر أمان للعالم بينما تم احتلال العراق بحجة هذه الأسلحة التي لم يتم توثيق وجودها في العراق إلى الآن؟

خلال الماضي القريب نفذت الدول الأربعة المذكورة العديد من المجازر في العشرات من دول العالم، ولكن من أعطى لهذه الدول الحق ليصبحوا سادة الكون؟ وبالتأكيد الجواب على هذا السؤال هو "لا أحد".

كان للاستعمار الأوروبي الذي ازداد إتقاناً منذ قرون إلى الآن مبرّرات عديدة من المعتقدات الشعبية في الغرب والعقائد غير الواضحة، ولم يكن هذا المرجع النهائي الذي يزعم أنه مصدر الحضارة وصاحب القرار في تحديد الصواب والخطأ  في مختلف مناطق العالم، بل كان في العواصم الأوروبية إلى أن أصبح مركزه الأخير في واشنطن.

ألا يخشى الذين قُتلوا من قبل البريطانيين والفرنسيين والروس والأمريكيين من تكرر هذه المصائب في المستقبل؟ لا يمكن وصف ما تقوم به هذه الدول إلا بكلمة واحدة وهي "الإرهاب".

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس