سليمان أوز إشق – موقع إنترنت خبر – ترجمة وتحرير ترك برس

يسألني القراء "لماذا لا تكتب عن التطورات الأخيرة حول القدس؟"..

لأنني لا أجد ما يشجعني على ذلك..

زرت القدس 8 مرات، وكتبت عنها 80 مرة. وجهت النداءات بأحر الكلمات لمن يتابعوني، لكن لم أجد أي تحرك حتى لدى معظم من يعتبرون القدس شرفًا لهم.

هناك من يسارعون إلى لوحات المفاتيح عقب كل مجزرة ليبدعوا في ذمّ إسرائيل.

وعندما تقول لهم: "هذه المشكلة لا تحل بالكتابة، ولا بالدعاء على إسرائيل. تعال لنذهب إلى القدس ونقف إلى جانب المظلومين هناك". يجيبون: "لكن القدس خطرة جدًّا، ربما يصيبنا مكروه" ويتلاشون.

من قال إن "المسلمين يسعون لقتل بعضهم بالسلاح، ولقتل الكافرين بالدعاء عليهم" أوجز الوضع بشكل ممتاز! جميعنا نكتفي بذلك.

ولهذا دعونا من خداع بعضنا البعض!

إن لم يذكر أردوغان فلسطين، فلن يكترث أحد لها! ما أن يقرأ قصيدة عن فلسطين حتى يتأوه الجميع من أجلها، ويبدؤون بترديد القصيدة.

حتى خرج أردوغان على الشاشات وقال إن هناك إبادة في أراكان، لم ينبس أحد ببنت شفة عن أراكان من وزراء أو برلمانيين أو منظمات مدنية!

انظروا إلى أسعار رحلات الخطوط الجوية إلى القدس!

الذهاب إلى باريس وروما ودبي وبودابست أرخص وأقل كلفة من الذهاب إلى القدس..

نتوسل ونتضرع كي تُخفض الأسعار حتى يتمكن الجميع من زيارة القدس، لكن لا نجد من أحد آذانًا صاغية.

ولذلك لا تطلبوا مني الكتابة عن قضية القدس، ولا تثيروا تلك المشاعر الهيّاجة في نفوسكم! أكثرتم من الدعاء على إسرائيل لكن فلسطين هي من توشك على الزوال!

والأفضل أن نعود إلى السياسة الداخلية لأحدثكم عن بعض الأقاويل القريبة جدًّا من الحقيقة.

يثير حزب الشعب الجمهوري في هذه الآونة زوبعة بقوله إن "الحكومة ترسل مفتشين إلى بلدياتنا"..

الأمر ليس كذلك..

بحسب معلومات بلغتني من مصادري، هناك تحقيقات حول أكثر من 40 بلدية رؤساؤها من حزبي "العدالة والتنمية" و"الشعب الجمهوري". ويبلغ عدد البلديات الموضوعة تحت المجهر في إسطنبول 17..

ولا تكتفي الحكومة بمراقبة بلديات حزب العدالة والتنمية، بل تجس نبض الشارع في الوقت ذاته، وتسأل المواطنين حول رضاهم عن أداء البلديات ورؤسائها.

والنتائج في غاية السوء!

 بحسب نتائج الاستطلاعات التي عُرضت على أردوغان هناك بلديتان فقط في إسطنبول تجاوزتا نسبة 50 في المئة. وتكشف الاستطلاعات وجود نواقص هامة على صعيد البلديات ورؤسائها.

وبعبارة بسيطة.. لن يدهشني أن تثور عاصفة جديدة من إبعاد رؤساء البلديات عن مناصبهم، وأعتقد أن الأسلوب هذه المرة لن يكون بدعوتهم إلى الاستقالة، كما لن يكون هناك تمييز بين رؤساء بلديات الحزبين..

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس