ترك برس

ازدادت حدّة الهجوم الإعلامي من قبل بعض الصحف العربية، ضد تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان، على خلفية قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

العديد من التساؤلات، أُثيرت حول أسباب هذا الهجوم الإعلامي الممنهج، خاصة على مستوى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر، رغم دفاع تركيا الملحوظ عن القدس.

ومن اللافت، أن وسائل الإعلام العربية التي تهاجم تركيا في إطار حملة واسعة، تتجاهل القرار الأمريكي الذي يستهدف مدينة القدس المحتلة وتحاول تضليل الرأي العام بالمنطقة عبر قضايا جانبية.

صحيفة "عكاظ"، نشرت مقالا للكاتب جميل الذيابي، بعنوان "انهيار الأردوغانية"، يقول فيه: "إن هيمنة أردوغان على المشهد التركي، جعلت الانتماء إلى أوروبا أبعد ما يكون بسبب أيديولوجية الإسلام السياسي التي يعتقد بها أردوغان، وبسبب رغبته العارمة في إعادة الهيمنة على المنطقة التي خضعت ذات يوم لسلطات الباب العالي".

وزعم الذيابي، أن "الرئيس التركي خسر جميع الفرص التي أتيحت له ليكون مؤثرا في نزاعات المنطقة، موضحا أن الفرصة لاحت في سوريا، فخسرها لتقفز إيران بدلا منه، ولاحت في الأزمة الخليجية، فاختار الانحياز واستفزاز الشعوب الخليجية بنشر جنوده في شوارع الدوحة".

ويُضيف "لاحت الفرصة عقب استفتاء كردستان فسارع بتهديد الأكراد بإغلاق الحدود وتجويعهم بوقف تدفق الأغذية والرحلات الجوية، ثم ما تفوه به عن حماية مكة المكرمة والمدينة المنورة"، وفق قوله.

الأمين العام "للمعهد التركي ـ العربي للدراسات الاستراتيجية" في تركيا بدر الدين حبيب أوغلو، قال إن "هناك بعض الدعوات غير الرسمية التي نشرت في بعض وسائل الإعلام السعودية والإماراتية، دعت العرب ورؤوس الأموال إلى سحب استثماراتهم من تركيا".

ورأى أوغلو أن "السبب في هذا الهجوم، هو الموقف التركي القوي إزاء رفض القرار الأمريكي بشأن القدس، الذي حرك الشارع الفلسطيني والعربي والإسلامي"، وفق ما نقلت صحيفة "قدس برس".

وأضاف: "تركيا حريصة على أن يكون هناك موقف فلسطيني وعربي وإسلامي قوي ضد القرار الأمريكي بشأن القدس، ولم تتعرض لا من قريب ولا من بعيد للموقف السعودي، وإنما كان تركيزها فقط على الكيان الصهيوني وأمريكا".

موقع "24" الإماراتي، نشر الأسبوع الماضي مقالا للكاتب الإماراتي عمر الحمادي بعنوان "من أين يمر طريق القدس هذه المرة؟"، اتهم فيه تركيا بأنها "رغم كونها الأعلى صوتا في شجب اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)، وكانت المتصدرة لحملة شراء قلوب الشارعين العربي والإسلامي، إلا أنها لم تكلف نفسها عناء كبح جماح علاقاتها المتمدّدة مع (إسرائيل)، وشقيقتها إيران".

وأضاف: "لم تكتف بالمزايدة على الدول الإسلامية الأخرى، بل وأخذت تعيد إطلاق شعارات القرن العشرين التي ظهر أن أكثرها لم يكن سوى ظواهر صوتية تمكنت من شفط أموال العرب لصالح مجموعة من اللصوص وقطاع الأموال الذين جعلوا من هذه القضية العادلة جسرا يعبرون به إلى تحقيق مكاسبهم الشخصية"، على حد تعبيره.

من جهته، رأى الأمين العام لـ "مجلس جنيف للعلاقات الدولية والتنمية"، أنور الغربي أن "الحملة التي تتعرض إليها تركيا والرئيس رجب طيب اردوغان من طرف بعض وسائل اعلام سعودية واماراتية لا تخدم مصالح شعوب المنطقة العربية والاسلامية".

وأوضح الغربي، وفق "قدس برس"، أن هذه الحملة "تضر بشكل مباشر بملف الساعة ألا وهو قضية القدس وهجوم ترامب ومعاونيه على المنطقة وثرواتها".

وأضاف: "هي حملة تتماهى مع الحملة التي تشن ضد أردوغان في اسرائيل مستعملة تصريحات يمينيين متطرفين مثل وزير الاستخبارات والمواصلات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس في حواره مع موقع (إيلاف) السعودي".

ودعا الغربي السياسيين السعوديين الواقعيين والعقلانيين إلى "المسارعة بايقاف التدحرج والذهاب للمستنقع الذي يسعى البعض لجر السعودية اليه".

وقال: "السعودية اليوم في مفترق طرق خطير وخيارها بالتموقع خلف الإمارات العربية المتحدة التي تحارب على كل الجبهات لاجهاض أحلام الشعوب العربية في العدالة والكرامة والتحرر هو خيار خطير وضد مصلحة الشعب السعودي".

وأضاف: "إن خيار السعودية ان تأكد بمعاداة نبض الشارع العربي والإسلامي والدولي والذي عبر عن جزء منه أردوغان وزعماء آخرون خلال القمة الاسلامية الأخيرة سيجلب لها المصاعب في المستقبل ولن يكون بمقدور الديبلوماسية السعودية التصدي لها".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!