ترك برس

وصف مسؤولون في أحزاب المعارضة التركية استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأنها مليئة بالمتناقضات، وتهدف إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط، فضلا عن إغفالها للشراكة الاستراتيجية مع تركيا.

وقال حسن بيتميز نائب رئيس حزب السعادة المعارض في تعليقه على استراتيجية الأمن القومي الأمريكية الجديدة إن الولايات المتحدة قد تتخذ خطوات لزعزعة استقرار الوضع فى الشرق الاوسط.

وأضاف بيتميز في حديث لإذاعة سبوتنيك تورك: إن الولايات المتحدة تعد إيران عدوها الأول، وفي الوقت نفسه تركز الاستراتيجية على وجود جماعات إرهابية في المنطقة، ولكن المفارقة هي أن واشنطن هي المصدر الذي يغذي ما يسمى بأنشطة التنظيمات الإرهابية الجهادية.

ووفقا للسياسي التركي، فإن هذا الغموض في أهداف الولايات المتحدة يطرح مخاوف خطيرة في تركيا، حيث إن سياسة واشنطن الخارجية يمكن أن تستخدم لاعبين جددا في المنطقة، وتشن مزيدا من العمليات العسكرية، بهدف استغلال امكانات الطاقة فى الشرق الاوسط تحت ستار الحفاظ على الاستقرار.

ولفت  بيتميز إلى أن الاستراتيجية الجديدة أغفلت الإشارة مباشرة إلى الشراكة الاستراتيجية مع تركيا التي اتبعتها الإدارة الأمريكية منذ تولى حزب العدالة والتنمية الحاكم السلطة فى عام 2002.

واتفق نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض للعلاقات الدولية أوزتورك يلماز، مع الرأي السابق، وقال: "إن الاستراتيجية الأمريكية تشير إلى دول ذات سيادة مثل إيران، لكننا ندرك جيدا  تعاونها مع بعض الفصائل العسكرية  في سوريا وغيرها من المناطق التي تشكل تهديدا لسيادة هذه الدول، وهناك تناقض في موقف الولايات المتحدة من هذه القضية."

وأشار يلماز إلى عزم واشنطن على التعامل في القضايا  السياسية العالمية من منظور عقلية الحرب الباردة التي تركز على الأدوات والتدابير العسكرية وليس الدبلوماسية.

من جانبه رأى يونس سونر نائب رئيس حزب الوطن أن الاستراتيجية الامنية الجديدة الامريكية تشير إلى أنها تفقد سيطرتها العالمية. وقال: "لم تعد الولايات  المتحدة اليوم البلد  الذي يقود النظام العالمي. فقد أقر ترامب على نحو غير مباشر في هذه الاستراتيجية بالانتقال العالمي إلى عالم متعدد الأقطاب".

وأشار سونر إلى أن واشنطن ستسعى على ما يبدو الى تقليص وجودها العسكرى فى الشرق الاوسط فى المستقبل القريب، لكنه نوه إلى أن نص الاستراتيجية الجديدة تجنبت توجيه ملاحظات نقدية إلى تركيا.

كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كشف في 18 كانون الأول/ ديسمبر، النقاب عن نص استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة التي تؤكد على نهج "أمريكا أولا".

وتشمل ركائز الاستراتيجية الأربعة حماية الولايات المتحدة الشعب الأمريكي ، وتعزيز الرخاء الأمريكي، والحفاظ على السلام من خلال القوة، وتعزيز النفوذ الأمريكي في جميع أنحاء العالم.

ووصفت الوثيقة ايران وكوريا الشمالية بأنها "نظم مارقة" بينما أطلقت  على روسيا والصين "خصوم" الولايات المتحدة. ووفقا للوثيقة، فإن المنظمات الإرهابية الجهادية تشكل أكبر تهديد للولايات المتحدة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!