ترك برس

قال سياسيون أتراك إن جهود روسيا وتركيا وإيران الرامية إلى حل الأزمة السورية أثمرت تمهيد الطريق لعقد مؤتمر الحوار الوطني المقبل في سوتشي، مشيرين إلى أن مركز عملية التفاوض تحول من جنيف إلى آسيا، وأن هذا سيؤدي إلى تراجع تأثير الولايات المتحدة على المحادثات.

وفي حديث مع راديو سبوتنيك تورك، قال النائب عن حزب العدالة والتنمية ورئيس اللجنة البرلمانية الأوروبية التركية المشتركة، أحمد بيرات تشونكار، إن موقف تركيا منذ البداية أن التعاون الإقليمي يمكن أن يسهم فى الحفاظ على الأمن. وأضاف أن روسيا وتركيا وإيران تسعى إلى الوصول إلى نفس الأهداف، وتسير بجدية نحو التوصل إلى نتيجة إيجابية لحل النزاع السوري.

وفي 22 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي اجتمع زعماء روسيا وتركيا وإيران في مدينة سوتشي الواقعة على البحر الأسود لمناقشة التقدم المحرز في عملية التسوية السورية والخطوات اللازمة لضمان التطبيع الكامل والطويل الأجل للوضع الأمني في البلاد.

وتعليقا على التعاون بين روسيا وتركيا وإيران، أكد البرلماني التركي دعم زعماء الدول الثلاث لوحدة أراضي سوريا، ومكافحة المنظمات الإرهابية، واختيار الحكم وفقا للإرادة الشعبية.

ورأى تشونكار أن على المجتمع الدولي المشاركة في حل الأزمة السورية وتقديم الدعم اللازم للشعب السوري.

من جانبه رأى أوزتورك يلماز، نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض ومسؤول العلاقات الخارجية في الحزب أن موقف أنقرة من النزاع السوري قد شهد تغيرات كبيرة. ففي حين طالب حزب العدالة والتنمية في السابق بتنحي بشار الأسد، أصبح من الواضح اليوم أن مشاركة النظام السوري في عملية السلام، على الأقل لفترة زمنية معينة، أمر ضروري.

وقال يلماز: "إن الخطاب الرسمي التركي على الرغم من أنه ما يزال مناهضا للأسد، فهناك في الواقع ميل لقبول فكرة ضرورة إقامة حوار مع النظام السوري".

وأكد النائب أن المفاوضات اللاحقة حول سوريا تتطلب مناقشة دقيقة حول قضايا الدستور الجديد وسلامة الأراضي السورية، وإجراءات الانتخاب، مشيرا إلى أن إعادة إعمار سوريا ستحتاج إلى قرابة تريليون دولار.

وأضاف يلماز: "إن القضايا المذكورة لا يمكن حلها فقط من خلال المحادثات في أستانا وسوتشي، حيث سيكون من الضروري ضمان توازن معين خلال المفاوضات في جنيف بين تركيا وروسيا وإيران من جهة والولايات المتحدة وحلفائها من جهة أخرى، وفي هذه الحالة ستكون هناك فرصة لفتح الباب أمام التسوية السياسية في سوريا".

ويرى حسن بيتميز نائب رئيس حزب السعادة التركي المعارض أن قمة سوتشي أصبحت النتيجة المنطقية لتعاون روسيا وتركيا وإيران في إطار صيغة أستانا.

ويضع السياسيون الأتراك تقييما إيجابيا لمؤتمر الحوار الوطني السوري المقبل، والذي من المرجح أن يجمع مندوبين عن المعارضة السورية والحكومة في مدينة سوتشي الروسية في ديسمبر/ كانون الأول.

وقال يونس سونر نائب رئيس حزب الوطن اليساري التركي المعارض: "إننا ننظر بشكل إيجابي جدا إلى أن جميع القوى السورية ستجتمع في سوتشي"، مضيفا أن "إطلاق مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي يعني أيضا أن مركز عملية التفاوض يمر من جنيف إلى آسيا. ولهذا السبب فإن درجة التأثير الأمريكي على المحادثات ستقل بشكل كبير".

ومع ذلك، فإن مسألة التمثيل الكردي في الاجتماع لا تزال مسألة حساسة بالنسبة لأنقرة، التي تعد وحدات حماية الشعب الكردية وحزب الاتحاد الديمقراطي تابعة لحزب العمال الكردستاني الإرهابي الذي يشن حربا على الدولة والجيش منذ أربعة عقود.

وفى حديثه إلى سبوتنيك، عارض النائب تشونكار بشدة مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي فى القمة المستقبلية قائلا: "إن أي منظمة إرهابية تبقى منظمة إرهابية، ولا يمكن اعتبارها طرفا مشروعا في العملية السياسية.

من جانبه، ذكر نائب حزب الشعب الجمهوري أن "تركيا ليست ضد مشاركة الأكراد في مؤتمر الحوار الوطني السوري، ولكن لدينا بعض الحساسية تجاه بعض الجماعات، مثل حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب المرتبطة بحزب العمال الكردستاني".

وقال بيتميز إن موقف أنقرة يعد منطقيا ومعقولا. ولفت السياسي الانتباه إلى حقيقة أن الولايات المتحدة من المرجح أن تدعم حزب الاتحاد الديمقراطي بعد هزيمة داعش. وأشار في الوقت نفسه إلى أن الجيش الأمريكي يبدو أنه يميل إلى مواصلة وجوده في المنطقة.

وأضاف أنه نظرا للحساسية التي أبدتها تركيا إزاء مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي في المفاوضات، فإن الموقف التركي صار مفهوما وطبيعيا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!