جوركان أفجي - الجزيرة ترك - ترجمة وتحرير ترك برس

عُقِد اجتماع الهيئة العامة لمجلس شورى التعليم التاسع عشر في أنطاليا الواقعة على البحر الأبيض المتوسط خلال 2-6 كانون الأول/ ديسمبر من الشهر الجاري. ويجب أن أعترف أنّ هذا الاجتماع كان الأكثر ديمقراطيةً من بين الجتماعات التي عُقِدت إلى يومِنا هذا.

يُمكِنُنا أن نقول إنّ على رأس المسائل التي نوقِشت في الاجتماع مادّة التربية الدينية. ومع ذلك، ظلّت المواضيع الأُخرى التي يهتمّ بها 77 مليون مواطناً على الهامش.

ركّز أعضاء مجلس الشورى والجمهور خلال 5 أيام على شيء واحد فقط وهو التّعليم المُختلِط وإضافة المادّة الدينية للمدارس الابتدائية وزيادة ساعات الدروس وإلغاء مادّة خدمات الكوكتيل والخمر في المدارس الثانوية السياحية والفندقية.

لو أنّ الأعضاء وقفوا على محتوى المادّة الدينية واستطاعوا الإجابة على السؤال: "كيف ينبغي أن نُدرِّس التعليم الديني بشكل أفضل" لكان أفضل وأكثر دقّة.

مسألة التعليم الديني في تركيا

تركيا مع الأسف متخلّفة عن عدد من دول العالم الحديثة في التعليم الديني. وبرأيي إنّ أهمّ وأكبر مشكلة تواجهنا دائماً هي الابتعاد عن الدّين والعِلم وتهميش التّعليم الديني. لا أعرف لماذا. ولكن لم يوضِح لي أحدٌ حتّى الآن سبب الاهتمام الكبير لدى الاتّحاد الأوروبي بالتعليم الديني ودعمه له في المدارس في أوروبا لأنّه مفيد لتطور أخلاق الأطفال ويُساهم إضافة إلى ذلك في التّماسك الاجتماعي ويزيد السعادة بين الناس.

لماذا لا نهتم نحن بالدّين مثلهم؟ بالنّسبة لي يجب أن نكسب بعض المهارات من الدراسة الدينية مثل التفكير التحليلي والإبداع والابتكار والتفكير العلمي والتواصل. كما نحتاج لكي نصبح مواطنين صالحين في العالم إلى المساواة بين الجنسين والحقوق الإنسانية والأخلاق.

أمثلة على التعليم الديني في العالم

أريد أن أذكر على وجه الخصوص أنّ التعليم الديني في العالم يزداد من حيث عدد الدارسين له وكمّية الوقت التي تصرف فيه. ففي الولايات المتّحدة تدير وتتحكّم الجماعات الدينية بأربعة من كل خمس مدارس خاصة. وفي فرنسا ترتبط 95% من المدارس الخاصة بالكنيسة الكاثوليكية. كما أنّ الدراسة الدينية إجبارية من المدارس الابتدائية حتّى الثانوية في الدنمارك.

ولكن في الوقت نفسه أريد أن أذكركم بقرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بشأن تطبيق التعليم الديني "إزالة التّعليم الديني الإجباري في تركيا"، أرى أنّ هذا القرار لم يكُن عادلاً أبداً.

بالنّظر إلى قرار المحكمة الأوروبية، يجب أن ننتبه لنقطة مهمّة وهي أنّ الخلافات بين المذاهب زادت يوماً بعد يوم في البلاد الأوروبية وأصبح كل مذهب ديناً واحداً مستقلاً ومختلفاً عن الآخر. إذا على تركيا أن تبذل جهوداً لتدريس الأخلاق الإسلامية كما هي بدلاً من المذاهب. وأن لا يكون يُعفي الآباء أولادهم من الدروس الدينية وهذا حقهم. لأنّ التعليم في تركيا بشكل خاص مشكلة كبيرة.

التعليم الديني ضرورة

مع تضييق حدود المسامحة في الدين، لم يعد الناس يتحملون طرق عيش بعضهم وهذه الأفكار ونمط الحياة هذا مخالف لروح الإسلام. وحتّى يومنا هذا يظل التعليم الديني لا عِوض عنه في العملية التعليمية في كل أنحاء العالم. ومع الإقرار بحقيقة أن لا أحد يستطيع العيش بدون الدين واستناداً على هذا، فإنّ على تركيا أن تراجع التعليم الديني من جديد وتفعل ما يلزم فعله.

عن الكاتب

جوركان أفجي

مدير عام المركز البحوث الاستراتيجية للديمقراطية والتعليم DESAM


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس