ترك برس

استبعد مركز جيوبوليتيكال فيوتشرز الأمريكي أن يؤدي الصراع الحالي حول حقول الغاز في البحر المتوسط إلى مواجهة تركية غربية، مشيرا إلى أن إيطاليا وفرنسا تستخدمان وسائل دبلوماسية لمنع لنزع فتيل الأزمة، ولكن لا يتوقع أن تستخدما وسائل أقوى.

وكانت سفن حربية تركية اعترضت قبل عشرة أيام مسار سفينة تابعة لشركة “إيني” الإيطالية كانت في طريقها للتنقيب عن الغاز المكتشف أخيرا في المياه الاقتصادية لجزيرة قبرص. وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن اتفاقية ترسيم الحدود الموقعة بين مصر وقبرص "غير قانونية" وإنه ليس من حق أي دولة القيام بأي أبحاث أو تنقيب في هذه المنطقة.

وقال تقرير للمركز الأمريكي إن مواجهة تركيا الأخيرة مع إيطاليا، أصغر بكثير مما كانت عليه في الماضي حين تواجه الأسطول العثماني مع أسطول العصبة المقدسة الذي ضم تحالف جمهورية البندقية والبابوية وإسبانيا وعدد من الجمهوريات الإيطالية في معركة ليبانتو، وكانت آخر معركة بحرية كبرى تدور بمجاديف، وانتهت بوقف الزحف العثماني في أوروبا.

وأضاف المركز أن هذا التاريخ يفسر جزئيا الاحتكاك الأخير بين تركيا وإيطاليا حول حقوق استكشاف الطاقة بالقرب من قبرص، وهي المرة الأولى فى التاريخ الحديث التى تعطل فيها تركيا بشكل فعال مرور سفينة اوروبية.

ولفت إلى أن قبرص كانت حتى الآن دولة ضعيفة، وكان شاغل تركيا الرئيسي في منطقة البحر المتوسط ​​هو منافستها القديمة اليونان، ولكن في حال فتحت قبرص أبوابها أمام أوروبا الغربية للاستفادة من مواردها الجديدة، فإن تركيا ستواجه بعد ذلك دولا أقوى بكثير من اليونان ولديها مصالح اقتصادية في الجزيرة تعتمد على استبعاد تركيا.

وقال المركز إنه من غير المرجح أن تؤدي المواجهة الحالية إلى صراع وشيك بين تركيا وأوروبا الغربية. وبدلا من ذلك، ستستخدم تركيا هذه المواجهة للحصول على تنازلات سياسية واقتصادية من قبرص، بعد انهيار محادثات الوحدة التى تشرف عليها الامم المتحدة العام الماضى.

وأشار إلى إن تطور المواجهة إلى شيء أكثر إثارة يعتمد جزئيا على تركيا، وجزئيا على مدى حاجة إيطاليا والدول الغربية على إرساء وجودها في شرق المتوسط والحفاظ عليه.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!