ترك برس

رأى الخبير في مركز الأبحاث العسكرية السياسية بمعهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، ميخائيل ألكسندروف، أنه لم يعد بإمكان الأمريكيين لي ذراع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

جاء ذلك خلال حوار مع صحيفة "سفوبودنايا بريسا"، حول دور صفقة منظومة "تريومف (إس-400)" الدفاعية الروسية، بين أنقرة وموسكو، في إفساد لعبة الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا.

وتطرق الحوار إلى لقاء أردوغان بوزير الخارجية الأمريكي تيلرسون في أنقرة، يوم 15 فبراير/شباط الجاري، والمباحثات المغلقة بينهما لمدة 3 ساعات و 15 دقيقة، دون مترجمين ومختصّين، وفق وكالة "RT".

وكما قال وزير الخارجية الأمريكي بعد الاجتماع، ناقشت واشنطن وأنقرة عواقب اقتناء الأخيرة الصواريخ المضادة للطائرات من طراز (إس- 400) من موسكو، وفق تقرير الصحيفة الروسية.

يذكر أن الجانب الروسي كان قد أكد التوقيع على أول اتفاق حول شراء تركيا لمنظومات "إس-400" العام الماضي، مقدرا قيمة الصفقة بمليارين ونصف المليار دولار، لتصبح تركيا أول دولة عضو في حلف الناتو تتسلم منظومة "إس-400" من روسيا.

وتُشير تقارير إلى أن المنظومة توفّر حماية فعّالة ضد الصواريخ، وتعتبر من أكثر أنظمة الدفاع الجوي كفاءة في العالم، فقد بدأ الاتحاد السوفياتي بتطويرها بعد انتهائه من تطوير نظيرتها "إس – 300".

ميخائيل ألكسندروف، أعرب عن اعتقاده في أن الأتراك نجحوا في الجمع بين الأكراد والتقارب مع روسيا (مع تسليم إس-400)، فقد أجبروا أمريكا على بدء مفاوضات جادة، على الرغم من أن الأمريكيين لم يرغبوا في الاستماع إليهم من قبل.

وأشار الخبير العسكري إلى أن الجانب الأمريكي زوّد الميليشيات الكردية بالأسلحة وسمح لهم باحتلال مناطق بأكملها، مضيفًا: "قلت على الفور إننا لسنا بحاجة إلى الاعتماد على هذا العقد.. ولكن هذا لا يعني أننا لا ينبغي أن نلعب هذه اللعبة. لعبنا إلى جانب أنقرة وأجبرنا واشنطن على الاستجابة".

وردّا على سؤال "ما الذي أخاف الأمريكيين؟"، قال ألكسندروف: "أن تدير لهم تركيا ظهرها. ما وتّر الأمريكيين هو أن تركيا خط الدفاع عن جناح الناتو الجنوبي بأكمله، بالإضافة إلى سيطرتها على مضائق البحر الأسود، وإمكانية التأثير على إيران والقوقاز".

وتابع: "الآن، تخيلوا أن تصبح تركيا ولو محايدة. فمن الذي سيدافع عن الجناح الجنوبي للتحالف؟ الجناح الجنوبي للناتو سوف يتوقف ببساطة عن الوجود."

وعن المدى الذي يمكن أن تبلغه تركيا في هذه اللعبة، قال الخبير: "لم يعد بإمكان الأمريكيين لي ذراع أردوغان. وسوف يطالب الزعيم التركي بتنازلات سياسية حقيقية من الولايات المتحدة بما في ذلك انسحاب التشكيلات الكردية من مناطق معينة".

وحول موقف الميليشيات الكردية من ذلك، قال: "الآن، يشك الأكراد في أن واشنطن يمكن أن تساعدهم حقا. فالأمريكيون، لم يؤيدوا استقلال كردستان في العراق، وأغلقوا عيونهم على العملية التركية".

وأردف الخبير العسكري: "إذا بدأت الولايات المتحدة بطرد الأكراد من مناطق معينة، فإن الأكراد، في اعتقادي، سوف يغضبون في النهاية، ويهرعون إلينا (إلى روسيا)".

وقبل أيام كشف مصدر عسكري روسي أن موسكو وأنقرة تعتزمان التوقيع على اتفاق ثان لتوريد منظومات الدفاع الصاروخي الجوي "إس-400" إلى تركيا بعد اكتمال تسليم منظومات الصفقة الأولى.

ونقلت وكالة "تاس" الروسية، عن المصدر قوله: "بعد اكتمال تسليم المجموعة الأولى في مايو/يونيو من العام 2020 يخطط الجانبان للتوقيع، في العام نفسه، على صفقة جديدة لتوريد المجموعة الثانية من "إس-400" إلى تركيا في العام 2021".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!