ترك برس

هو نصوح أفندي السلاحي، ابن عبد الله قرة كوز، واشتهر باسم "مطراقي زاده". ولد في ناحية فيسيكو بولاية البوسنة التي كانت تابعة للدولة العثمانية عام 1480، وتمّ تجنيده وفقًا لنظام الدوشيرمة.

تعلّم نصوح وتدرب في مدرسة القصر خلال فترة حكم بايزيد الثاني 1481 -1512، ودرس على يد معلم السلطان "ساي شلبي"، وفي أثناء حكم السلطان سليم 1512 -1520، سافر إلى مصر عام 1520 للدراسة وحضر عدة ألعاب حربية، وتألق بهذا المجال، وحصل على شهادة في ألعاب الحرب.

لُقّب بالمطراقجي بعد تفوقه في لعبة المطراق. تُلعب هذه اللعبة باستخدام عصا تدعى اللابوت، أو هراوة أو سيف ذي حدين، والغرض الأساسي لها التدرب على الحرب. والمطراق هو الدرع المغلف بالجلد الذي يستخدم في أثناء القتال وفي التدريب الميداني.

يعتبر نصوح السلاحي كاتبًا،وشاعرًا، ورياضيًا، ومهندسًا، ورسامًا وجغرافيًا، وبذلك يعد من مؤرخي الدولة العثمانية المهمين، وقد صحب اثنين من أهم السلاطين العثمانيين وأرّخ لهما.

تقدم نصوح في الرتب العسكرية نظير مهاراته في الفروسية ولُقّب بـ"السلاحي" لفروسيته، ومهارته باستخدام أسلحة ذلك العصر. وحاز المطراقجي على شهادة من السلطان سليمان القانوني عام 1529، مدحه فيها ونصّبه كبير فرسان عصره.

صحب السلطانين سليم اﻷول وسليمان القانوني، فإجادته لخمس لغات ومهاراته المتعددة في الفنون والكتابة والحساب جعلته كاتبا في الديوان السلطاني، وكلف لبراعته في التأليف والرسم بتسجيل وقائع الحملات العسكرية التي كان فيها شاهد عيان.

حوّل نصوح تسجيلاته إلى مزيج من أدب الرحلات واﻹنشاء الحماسي والشعر والتفصيلات الحسابية والهندسية، إضافة ﻹلحاقها برسوم ملونة للمدن والأضرحة الدينية التي كان يمر بها الجيش العثماني في أثناء حملاته.

من أهم مؤلفاته

- مجمع التواريخ. وهو ترجمة لتاريخ الرسل والملوك للطبري،أضاف إليها ملحقًا من تأليفه أكمل فيه أحداث السنوات التالية حتى عام 1551.

- سليمان نامه. ألّفه باسم السلطان سليمان القانوني، وذكر فيه تفاصيل الحملة الصفوية اﻷولى عام 1534. وأصل المخطوطة لهذه الحملة محفوظ في مكتبة قصر يلدز بإسطنبول.

- فتوح قرة بوغدان. تضمن وصف المنازل التي مر بها الجيش العثماني زمن القانوني أثناء غزوه لرومانيا، وأنهى تأليفه في عام 1538.

تاريخ فتح شلقوش وأسترغون وآرستوف بلغراد. ذكرت فيه تفاصيل غزوات القانوني في تلك النواحي.

- تواريخ آل عثمان. خصصه للأحداث العثمانية حتى عام 1561، وقد نُسِبَ الكتاب إلى الصدر اﻷعظم رستم باشا.

- تحفة الغزاة. حول فنون الفروسية واستعمال اﻷسلحة. ألّفه ما بين 1529 و1532.

- عمدة الحساب في الفروض المقدرة بالكليات. ألّفه عام 1547 حول الرياضيات.

- منازل سفر العراقين للسلطان سليمان خان. وهو سجل مفصل لوقائع حملة القانوني على الدولة الصفوية.

توفي نصوح السلاحي في 28 نيسان/ أبريل 1564، وكان يحتل منصب رئيس اﻹسطبل الملكي.

أدرج نصوح السلاحي على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو كأحد أهم الشخصيات التي أسهمت في إثراء الحضارة العالمية.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!