ترك برس

بعد نحو شهرين من انطلاقها نجحت عملية غصن الزيتون العسكرية في طرد تنظيم "ي ب ك" من مدينة عفرين السورية، وهو ما اعتبره محللون غربيون انتصارا كبيرا للرئيس رجب طيب أردوغان يعزز من نفوذه في سوريا، وضربة قوية لنطام الأسد الذي لم يعد بوسعه القيام بالكثير لتغيير نتائج خسارة عفرين.

وحول تأثير السيطرة على عفرين في تركيا وتنظيم "ي ب ك" والنظام السوري الذي يؤكد سعيه لاستعادة السيطرة على أراضي البلاد كلها، رأى الخبير في الشؤون الكردية موتلو جيفير أوغلو أن خسارة عفرين تشكل ضربة كبيرة لمشروع الحكم الذاتي الكردي، وقد أصابت بالإحباط أحلام وحدات حماية الشعب.

من جانبه رأى المحلل في في المعهد الأطلسي آرون شتاين، في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية أن خسارة عفرين غيرت صورة الأكراد أمام العالم بأسره بعدما كانوا يعتبرون مقاتلين ممتازين. وأسفر الهجوم الأخير على عفرين عن مقتل أكثر من ثلاثة آلاف مقاتل كردي، بحسب بيانات الجيش التركي.

ووفقا لشتاين فإنه بالسيطرة على عفرين، أصبحت تحت سيطرة القوات التركية منطقة أوسع، تعمل بشكل منفصل عن الحكومة المركزية، وستكون بمثابة مركز للاجئين الموجودين حاليا في سوريا.

وحول الخطوة التركية المقبلة بعد عفرين أشار شتاين إلى حديث الرئيس التركي أردوغان المتكرر عن أن قواته لن تتوقف عند عفرين بل ستكمل طريقها إلى منبج وكوباني وصولا إلى مدينة القامشلي في اقصى شمال شرق البلاد.

وقال شتاين: "أنا دائما آخذ كلام أردوغان على محمل الجدّ، فعندما يقول شيئا أصدقه. هو قال إن قواته ستتوجه إلى منبج وسيجدون طريقا للذهاب إلى هناك".

واتفق المراقبون على أن السيطرة على عفرين تشكل انتصارا لأردوغان وتزيد من نفوذه في سوريا وتثبت وجوده فيها لسنوات مقبلة.

وفيما يتعلق بالنظام السوري رأى المراقبون أن من شأن تلك السيطرة أن تعقد الأمور أكثر بالنسبة إلى دمشق، التي لم توفر سوى دعم بسيط للأكراد في عفرين رغم مطالبتهم إياها بالتدخل ونشر دفاعاتها الجوية.

ويرى هاريس أنه بسيطرتها على عفرين، سيطرت تركيا على منطقة واسعة من الأراضي السورية ولن تعيدها إلى بشار الأسد.

وأضاف أن كل متر من سوريا تزحف إليه القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها يصبح بعيد المنال من دمشق، ولم يعد بوسع دمشق القيام بالكثير لتغيير نتائج خسارة عفرين، لأن تركيا تثبت سيطرتها في شمال سوريا برضى روسي.

وانعكس التقارب بين روسيا، أبرز حلفاء دمشق، وتركيا الداعم الأساسي للمعارضة على النزاع السوري، وصارت الدولتان بعد خلاف طويل تنسقان في ما بينهما في الملف السوري وترعيان جهوداً دبلوماسية أبرزها مباحثات أستانا التي أنتجت اتفاقا لخفض التوتر في أربع مناطق في البلاد.

ويوضح هاريس أنه ما دامت روسيا ترى أنها بحاجة لأنقرة لتهدئة الحرب السورية، وما دام بوتين وأردوغان يتوصلان إلى اتفاقات، سيبقى الأسد متفرجا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!