أفق أولوطاش – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

انتشرت أنباء سقوط مركز عفرين مع ساعات صباح يوم الأحد في العالم بأسره. كان السقوط منتظرًا منذ انطلاق العملية قبل 57 يومًا.

عملت تركيا على تنفيذ العملية خطوة خطوة. هيّأت الظروف الميدانية، ضيّقت مساحة المناورة أمام حزب العمال الكردستاني بالتدريج، وأوجدت حلولًا للصعوبات.

لم يقتصر الإعداد على الناحية العسكرية، بل هيّأت الشعب على الصعيد النفسي، فكانت عقول ثمانين مليون تركي في عفرين.

قلبت تركيا وعناصر الجيش السوري الحر المدعومين من جانبها مفهوم مكافحة الإرهاب السائد رأسًا على عقب، وكسرت القوالب المعهودة، وزادت من قوتها الرادعة في مواجهة العدو، فضلًا عن تغييرها حسابات اللاعبين بخصوص سوريا في الداخل والخارج.

كل الحملات والتحركات في عملية غصن الزيتون كانت مبنية على استراتيجية تدمير قدرة حزب العمال على المقاومة، لإرغامه على انسحاب سريع من مركز عفرين.

تمامًا كما حدث في نواحي بلبل وراجو وجنديرس وشيخ الحديد وأخيرًا معبطلي، تمت محاصرة العقرب، والانتظار لكي يسمم نفسه بنفسه.

رُسمت جميع الحملات على أساس عدم إلحاق الضرر بالبلدات والقرى ومركز عفرين، ودون الإضرار بالعلاقات مع أهالي عفرين.

وإذا كان حزب العمال تعرض للهوان والمذلة في عفرين، فإن الفضل في ذلك يعود إلى الضربات الدقيقة المنفذة بمهارة على مدى 57 يومًا.

كان الحزب يبالغ بخصوص عدد إرهابييه في عفرين. تم القضاء على حوالي 4000 عنصر، وهذا الرقم هو تقريبًا ما يمكن للحزب أن يدفعه إلى الساحة في عفرين أو يستقدمه من الخارج.

أظهرت تركيا في عفرين أن من الممكن محاربة الإرهاب دون تدمير المباني وقتل المدنيين. ومن هذه الناحية، غيرت عملية غصن الزيتون مفهوم مكافحة الإرهاب.

لم تُدمر المدينة، ولكن انهار الحزب. ما تزال منازل أهالي عفرين ومستشفياتهم ومراكز تسوقهم سليمة لم يمسسها سوء. اتبعت تركيا مكافحة إرهاب مبنية على الإعمار وليس الدمار.

في يوم سقوط عفرين، جمعت تركيا قادة الرأي في عفرين بمدينة عنتاب، وأظهرت أن عملية ترسيخ الاستقرار بدأت. ولسوف ندرك أهمية هذه التحركات بشكل أفضل خلال الأيام القادمة.

فليرَ مسؤولو قيادة القوات المركزية الأمريكية قدرات تركيا العسكرية، التي شككوا بها، عقب المحاولة الانقلابية في 15 يوليو، ولينظروا كيف طهر الجيش التركي، بعد تخلصه من تنظيم غولن، منطقة عفرين من حزب العمال الكردستاني.

ستتواصل عمليات التطهير وتوطيد الاستقرار في عفرين. وسيأتي الدور على منبج وما وراءها. طريق تركيا في مكافحة الإرهاب طويل، لكنها ستسير فيه بخطى واثقة وراسخة بعد عملية غصن الزيتون.