ترك برس

على الرغم من تنامي الخلاف بين الاتحاد الأوروبي وتركيا خلال العامين الماضيين، يرى محللون أن هنك إشارات واضحة على أن بروكسل لا تريد أن تفقد أنقرة، خاصة في ضوء التقارب السياسي والاقتصادي الروسي التركي.

وتعليقا على قمة تركيا الاتحاد الأوروبي المرتقبة في السادس والعشرين من الشهر الحالي في فارنا، قال الخبير التركي في شؤون الاتحاد الأوروبي، سيزجين ميرجان، إن أوروبا لا تعتبر تركيا شريكا موثوقا وضامنا للأمن، وفي المقابل فإن لدى أنقرة شكوك تتعلق بالاتحاد.

وأضاف ميرجان في حديث "لإذاعة سبوتنيك تورك" أن هذه القمة مهمة من حيث الحفاظ على القنوات الدبلوماسية المفتوحة بين الطرفين، لكن يبدو أنه في ظل الظروف الحالية  ستستمر التوترات بين تركيا والاتحاد الأوروبي.

ووفقا لميرجان الذي هو أستاذ للعلوم السياسية أيضًا، فإن عددا من المشاكل الخطيرة تحول بين التقارب بين الجانبين، من بينها عملية غصن الزيتون التي أطلقتها تركيا في العشرين من كانون الثاني/ يناير الماضي لتحرير عفرين من تنظيم "بي كي كي"، حيث أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه، ورد  الرئيس التركي بأن الجيش سيواصل العملية حتى يتم تحقيق أهدافها.

وأوضح ميرجان أنه لا يمكن لأوروبا وتركيا التوصل إلى حل وسط، ليس فقط حول قضية "ي ب ك" وسوريا، ولكن أيضا حول العديد من النقاط الأخرى ذات الصلة بالسياسة الخارجية.

وشدد على أن الاتحاد الأوروبي صنّف حزب العمال الكردستاني (PKK) كمنظمة إرهابية على الورق فقط، مضيفًا أن حزب الاتحاد الديمقراطي "ي ب ك" الذي تعتبره أنقرة الفرع السوري للبي كي كي، يعمل بحرية في أوروبا.

ويتفق جان بايدارول نائب رئيس جمعية دراسات الاتحاد الأوروبي والعولمة مع الرأي السابق، مشيرا إلى أن قرار البرلمان الأوروبي الداعي لوقف القتال في عفرين غير ملزم قانونا.

ورأى بيدراول أن عملية عفرين قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد للتوترات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، وستكون من بين الموضوعات المطروحة على قمة فارنا، لكنه شكك في أن يؤثر قرار البرلمان الأوروبي حول عفرين في نتائج الاجتماع.

وقال المحلل التركي إنه بغض النظر عن اللغة الصارمة التي يتحدث بها البرلمان الأوروبي تجاه تركيا، فإن بروكسل لا تريد أن تفقد أنقرة.

وأوضح أن الاتحاد الأوروبي راقب التقارب التركي الروسي، مما يثير مخاوف جدية على الجبهة الغربية، معربا عن اعتقاده بأن الاتحاد الأوروبي سيُظهر خلال القمة نهجا معتدلا تجاه تركيا.

ولفت في هذا الصدد إلى قرار الاتحاد إرسال دفعة جديدة إلى تركيا بقيمة 3 مليارات يورو (3.68 مليار دولار) لدعم اللاجئين السوريين في تركيا، كإشارة محتملة على استعداد بروكسل لاتخاذ خطوات نحو إصلاح العلاقات مع أنقرة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!