ترك برس

شارفت أعمال ترميم سطح السقف المسقوف المعروف باسم البازار الكبير Kapalıçarşı على الانتهاء، وهي جارية على قدم وساق الآن بانتظار أن تنتهي في شهر نيسان/ أبريل الحالي.

تغطي مساحة سطح السوق قرابة 39 ألف متر مكعب، ويعد السوق واحدًا من أقدم وأكبر الأسواق في العالم. وقد بدأت أعمال الترميم منذ قرابة عام ونصف.

اهتم القائمون علي الترميم بالجانب الجمالي والبيئي للترميم إضافة إلى الجانب المعماري، ولذلك تم نزع كل التشوهات البصرية من أسلاك وصحون لاقطة ومكيفات، ومن ثم تم تثبيت قرميد أحمر جديد عوضا عن القديم التالف، مما جعل سطح البازار يزدان بلون أحمر قرميدي.

من جهته، صرح رئيس بلدية منطقة الفاتح مصطفى دمير لصحيفة ديلي صباح، بأنه جرى استخدام الألياف البصرية في السوق المسقوف للاستغناء عن أي كابلات عشوائية.

وتجري أعمال ترميم السطح نهارا، بينما تتواصل أعمال ترميم شبكات المياه ليلا. وأشار دمير إلى أن أعمال الترميم اتخذت فيها كل اﻹجراءات الوقائية لتلافي اﻹضرار ببنية السوق التاريخية.

وأضاف دمير: "خلال أعمال التنقيب قمنا بفحص ودراسة كافة البنى والقنوات الموجودة،التي أنشئت في العهد العثماني، باستخدام تقنيات خاصة وروبوتات".

وقد تم بناء السوق المسقوف عام 1455، بعيد فتح القسطنطينية على يد السلطان العثماني محمد الفاتح، الذي أمر بأن يكون السوق والمنازل والجوامع في تلك المنطقة تحت سقف واحد.

كما كان من أهداف بناء السوق تطوير وتوسيع التجارة في ميناء المدينة الذي كان يقع على مرمى حجر منه، علما أن عمر سقف البازار يبلغ نحو 233 عاما.

واليوم، يتكون البازار من 61 شارعا مغطى، تتجاور فيها أكثر من 4000 دكان وحانوت،وتستقطب أكثر من 400 ألف زائر كل يوم.

يتميز السوق بوجود دكاكين لحرف متعددة، فمنذ قديم الزمان كان كل شارع يسمى باسم الحرفة اليدوية المنتشرة فيه مثل سوق الذهب، وسوق الفضة، وسوق النحاس وهكذا.

تحيط بالسوق 11 بابًا رئيسيًا، أهمها باب نور عثمانية الذي يوجد على واجهته شعار الدولة العثمانية. ويوجد في السوق جامعان ومركز للشرطة، ومطاعم ونافورات مياه ومراكز معلومات للسياح.

كما يحتوي أكبر خزنة تاريخية قديمة، كانت توضع فيها المجوهرات واﻷشياء اﻷثرية واﻷسلحة والنقود. وتتوسطه قاعة شيفاهير بيديستين، ويوجد بها اﻵن أثمن المجوهرات والساعات والفضيات القيمة، وتعد هذه الساحة أقدم مكان داخل السوق المغلق.

يثير هذا الصرح العظيم الحيرة حول قدرته المُبهرة على أن يدوم ﻷكثر من 550 عاما، رغم تعرض المدينة لزلازل شديدة مدمرة، ولعواصف وحرائق خطيرة. ولكنه خضع لإعادة الترميم عدة مرات، كان آخرها ترميمه عام 1984، بعد وقوع زلزال شديد جدا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!