ماركار إسيان – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

هل هناك سند سياسي أو أخلاقي للموقف السمج والطائش، الذي يتخذه حزب الشعب الجمهوري من مسألة عفرين والقضايا المتعلقة بها؟

أي استطلاع للرأي يظهر وجهات النظر الغالبة في هذا الموضوع. ومما لا شك فيه أن كل حزب سياسي تهمه ميول ناخبيه، فهو يقيم توافقًا بينها وبين وجهة نظره الأخلاقية والإيديولوجية، ويستنبط من هذا المزيج خطابًا وسياسات عقلانية.

لكن لماذا لا تسير هذه الأمور بشكل عقلاني في حزب الشعب الجمهوري؟ هل هناك موقف واقعي وأخلاقي فاتتنا ملاحظته، واكتشفه الحزب؟

أتساءل بكل صراحة، لأن التناقض كبير جدًّا. فما سبب اتخاذ أكبر أحزاب المعارضة، رغم ادعائه اتباع سياسة الوسط، في موقف شاذ إلى هذا الحد بخصوص القضايا الرئيسية؟

من غير الممكن أن يتخذ حزب سياسي يدرك واقع تركيا ويمارس السياسة فيها، مواقف مريضة إلى هذا الحد من قضايا تتعلق بوجود البلاد.

لو أن تركيا لم تقدم على عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون لاستمرت التفجيرات اليوم في مدننا، ولتعرضت سيادة بلادنا للتهديدات. هذا ليس موقف سياسي وإنما توصيف لواقع الأمر.

صحيح أن العداء لأردوغان وحزب العدالة والتنمية يغذي هذا الموقف الشاذ، لكن لماذا يتخذه حزب الشعب الجمهوري، وبعض الأحزاب الصغيرة، رغم أنف المواطنين الذين تدعم غالبيتهم العظمى العمليات العسكرية؟

هناك سببان لذلك. الأول هو تحول العداء لأردوغان وحزب إلى مشكلة سيكولوجية لدى حزب الشعب الجمهوري وأمثاله، والثاني هو أن هذه الأحزاب تعتقد بأن نجاح العمليات العسكرية سيعود بالفائدة على أردوغان وحزب في الانتخابات، ولهذا قررت الإلقاء بظلال الشبهة على هذه الفائدة قدر الإمكان.

لا شك أن أردوغان ليست لديه مثل هذه المطامح، فتنفيذ عمليات خطيرة من هذا القبيل يتطلب في الأساس وعي يتجاوز الحسابات والمنافع السياسية، وهذا الوعي ظهر بوضوح لدى الحكومة.

يبدو أن النصر الذي تحقق في عملية غصن الزيتون بعفرين قلب الكثير من الحسابات رأسًا على عقب. تركيا وروسيا وإيران تعقد اجتماعات قمة بخصوص مستقبل تركيا، وتضع أسس المحطات النووية.

لكن حزب الشعب أدخل نفسه في معادلة معقدة تجعله يقف في صفوف الخاسرين كلما ربحت تركيا..

عن الكاتب

ماركار إسيان

كاتب في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس