إسماعيل ياشا - العرب القطرية

جدَّد رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داود أوغلو، دعمه لرئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية، معلناً أنه لن يترشح للانتخابات البرلمانية التي ستُجرى في 24 يونيو، بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية، وقال في المؤتمر الصحافي الذي عقده الخميس بمقر البرلمان التركي في العاصمة أنقرة، إنه لن يمارس السياسة إلا تحت سقف حزب العدالة والتنمية.

داود أوغلو لن يترك المعترك السياسي، على الرغم من عدم ترشحه لعضوية البرلمان، بل سيواصل كفاحه السياسي، والعمل من أجل مصلحة البلاد، كما ذكر في المؤتمر الصحافي، مؤكداً أنه ليس من الطماعين في مناصب، وأشار بوضوح إلى تمسكه بحزب العدالة والتنمية، والتزامه بدعم مرشحه لرئاسة الجمهورية.

هذه التصريحات جاءت بعد 4 أيام من لقاء جمع داود أوغلو ورئيس الجمهورية التركي السابق عبدالله جول، وكان الحديث يدور في الأوساط السياسية والإعلامية حول طلب جول من داود أوغلو، أن يدعم ترشحه للانتخابات الرئاسية، وقطعت تصريحات داود أوغلو دابر التكهنات حول احتمال اصطفافه مع جول في مواجهة أردوغان.

داود أوغلو اختار الاحتفاظ بشعبيته في صفوف أنصار حزب العدالة والتنمية، كما فعل في مايو 2016 حين استقال بهدوء من رئاسة الوزراء ورئاسة حزب العدالة والتنمية، ويدرك كل من يتابع الشأن التركي عن كثب، أن اصطفاف رئيس الوزراء السابق مع جول يعني انحيازه إلى خصوم حزب العدالة والتنمية، ويؤدي إلى أن يخسر تعاطف المؤيدين لرئيس الجمهورية التركي.

النظام الرئاسي الذي سيتم تطبيقه كاملاً بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبكرة، يختلف عن النظام البرلماني المعمول به حالياً في تركيا، وفي النظام الجديد، سيشكل الحكومة رئيس الجمهورية المنتخب ليكون رأس السلطة التنفيذية، ولن يكون هناك منصب رئيس الوزراء، كما أن الوزراء سيتم تعيينهم من خارج البرلمان، ولذلك فإن الباب مفتوح أمام تولي داود أوغلو لإحدى الحقائب الوزارية في الحكومة الجديدة.

رئيس الوزراء التركي السابق، سواء تم تعيينه وزيراً بعد الانتخابات المبكرة، أم ظل خارج مجلس الوزراء، يبني حالياً مستقبله السياسي من خلال مواقف مشرّفة، والتمسك بقاعدة حزبه الشعبية، ويستعد لما بعد أردوغان، ويحتفظ بفرصته كأحد أقوى المرشحين لخلافة أردوغان في حزب العدالة والتنمية، حتى لو ظل لفترة معينة خارج البرلمان والحكومة.

داود أوغلو كسب قلوب مؤيدي حزب العدالة والتنمية، بخلاف رئيس الجمهورية السابق عبدالله جول، الذي ظهر اسمه كمنافس لأردوغان، ومرشح المعارضة لرئاسة الجمهورية، ومن الصعب بعد الآن أن يكون لعبدالله جول مستقبل في صفوف حزب العدالة والتنمية، حتى لو احتفظ بعضويته.

جول شارك في تأسيس حزب العدالة والتنمية، وتولى رئاسة الجمهورية بدعم حزبه، إلا أنه منذ فترة طويلة لم يشارك في أهم فعاليات حزب العدالة والتنمية واجتماعاته، على الرغم من دعوته إليها، ودفع ذلك إلى الاعتقاد بأنه يسعى إلى أن ينأى بنفسه عن قيادة حزب العدالة والتنمية، ويحاول أن يشق طريقاً سياسياً آخر غير الذي يسير عليه رئيس الجمهورية، كما أن ارتباط اسمه بالقوى المناوئة لأردوغان، أحدث فجوة كبيرة بين جول وأنصار حزب العدالة والتنمية، يصعب ردمها في المستقبل القريب.

عن الكاتب

إسماعيل ياشا

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس