ترك برس

رأى الباحث في الشؤون الروسية والتركية، الدكتور باسل الحاج جاسم، إن تصريحات المتحدث العسكري الرسمي باسم قاعدة "حميميم" الروسية في سوريا، أليكسندر إيفانوف، لا تخرج عن الإطار الإعلامي، وأن ردّ الجانب التركي عليها واضح.

وقبل يومين، قال إيفانوف إن عودة مدينة "عفرين" الخاضعة لسيطرة الجيشين التركي والسوري الحر بريف حلب شمالي سوريا، إلى النظام السوري "ضرورة حتمية"، زاعمًا وجود أعمال "سرقة ونهب" تسببت بحدوث "فوضى خلاقة غير مقبولة".

وفي 24 مارس/آذار الماضي، تمكنت القوات التركية والجيش السوري الحر، في إطار عملية "غصن الزيتون"، من تحرير منطقة عفرين بالكامل من الميليشيات التابعة لـ"حزب العمال الكردستاني" (PKK)، بعد حوالي شهرين على انطلاق العملية.

وشرعت القوات المشاركة في العملية، عقب تحرير المنطقة، في أعمال تمشيط وتفكيك مخلفات ما يُعرف بـ"حزب الاتحاد الديمقراطي" (PYD)، وجناحه المسلح "وحدات حماية الشعب" (YPG)، وتأمين عودة الأهالي إلى بيوتهم.

الحاج جاسم، قال في حديث لصحيفة "القدس العربي"، إن الموقف الروسي من خلال تصريح "حميميم"، لا يحمل أي جديد، و الموقف الرسمي التركي، أعاد مراراً و تكراراً القول إن المناطق السورية هي للسوريين، وربطت أنقرة استمرار تواجدها العسكري هناك بالتسوية السياسية الشاملة أو بمعنى آخر لا بد من الوصول لحل سياسي في سوريا.

وأشار الحاج جاسم إلى أن التصريحات الروسية لا تخرج عن الإطار الإعلامي، والأتراك ردهم ايضاً عليها واضح في مرات سابق أن وجودهم مرتبط لإحلال الأمن وإنهاء اي تهديدات إرهابية والوصول لحل سياسي شامل.

وأضاف: في الواقع تركيا اليوم تتصرف مع هذه المناطق السورية سواء عفرين أو جرابلس وغيرهما كوديعة أو أمانة لديها تقوم بتقديم الخدمات والمساعدات، وتعيد بناء البنية التحتية المدمرة، لكنها لم تشرع بفرض أي شيء سياسي أو عسكري فيها.

وبحسب الحاج جاسم، لا يخفى الاختلاف الروسي التركي حيال سوريا على أحد، وتركيا ما زالت تدعم المعارضة وروسيا تدعم للنظام، إلا أن البلدين متفقين على وحدة الأراضي السورية، وكلاهما بحاجة للسلام في المنطقة، ولاسيما بعد ظهور المنظمات الإرهابية المتطرفة والانفصالية التي حرفت مسار الأحداث في سوريا وهو الأمر الذي غير أولويات الدول إقليمياً و دولياً.

وقال الباحث: موسكو بعد تحقيقها الكثير من التقدم العسكري على الأرض، هي بحاجة لتركيا أكثر من أي وقت مضى من أجل الوصول لحل سياسي في سوريا.

وأشار الحاج جاسم إلى أن روسيا تتفهم المصالح التركية في مناطق سوريا الشمالية، فهي تشبه مصالح روسيا في شرق أوكرانيا.

في السياق، يقول الخبير الروسي ليونيد إيساييف، في مقال بموقع الجزيرة الإنجليزية، إن علاقة روسيا مع الأكراد لم تستند قط إلى تعاون استراتيجي طويل الأجل، بل على العكس من ذلك، استخدمت موسكو طوال تاريخها "الورقة الكردية" فقط عندما كانت بحاجة للتوصل إلى حل توفيقي مع بلدان الشرق الأوسط، ولا سيما مع تركيا.

حول الأسباب التي دفعت موسكو إلى التعاون مع أنقرة حول قضية عفرين، قال إيساييف إن التعاون مع تركيا في هذه الحالة أفضل لروسيا من المواجهة.

وجاء الدعم الروسي لعملية غصن الزيتون، لأن تركيا لديها ورقة مساومة مهمة ضد روسيا، وهي مشروع خط السيل التركي لنقل الغاز الروسي إلى تركيا ومنها إلى أوروبا، حيث تعلق موسكو آمالا كبيرة على المشروع، ولا تريد أي شيء يعيق بناءه.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!