غونري جيوا أوغلو – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

أقدمت الولايات المتحدة أمس الأول على أول خطوة من قرار نقل سفارتها في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس. سيعمل السفير الأمريكي الآن في مبنى القنصلية بالقدس. وخلال الفترة القادمة سينتقل بقية الدبلوماسيين في تل أبيب إلى القدس.

بينما كانت الشاشات تنقل الاحتفال الضخم كان الفلسطينيون يتوافدون وينظمون التظاهرات الاحتجاجية. عند كتابة هذه السطور كان عدد القتلى من الفلسطينيين بالرصاص الحي تجاوز الخمسين، والجرحى أكثر من ألفين. صدرت انتقادات واسعة من العالم إزاء تصرف ترامب هذا "الاستفزازي".

كانت إسرائيل قد أعلنت القدس عاصمة لها في السابق، لكن كل دول العالم تقريبًا لم تعترف بهذا القرار، لأنه مخالف للقوانين.

مجلس الأمن الدولي اتخذ قرارًا ينص على تحديد وضع القدس عن طريق المفاوضات بين الأطراف. وهذا الحكم ما يزال ساري المفعول.

بناء على الحكم المذكور تعارض أنقرة اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها.

ليس أنقرة فحسب، بل جميع الدول الأوروبية تعارض.

لكن، من هي الدول التي تتحرك مع الولايات المتحدة؟

إليكم الإجابة..

الهندوراس، باراغواي، غواتيمالا، وبعض البلدان التي يصعب إيجاد موقعها على الخريطة.. وربما رومانيا..

حتى بريطانيا اعترضت، رغم الاعتقاد بأنها تسير على خطى الولايات المتحدة في السياسة الخارجية.

يبتعد ترامب عن حلفائه الأوروبيين عبر الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران أولًا، ثم نقل السفارة إلى القدس الآن.

يخالف دول العالم، لكن التفافه على شركائه الأوروبيين وحلفائه في الناتو يترك إشارة استفهام كبيرة.

لماذا يفعل ترامب ذلك؟

1- يعيش فترة عصيبة على الصعيد الداخلي

وقع في مأزق كبير بسبب ممثلة إباحية، كان قد اشترى صمتها بالمال.

2- الأرض أصبحت زلقة تحت قدميه

يستخدم ترامب "الدين" من أجل ترسيخ أقدامه. المذهب المسيطر والسائد في الولايات المتحدة هو "الكنيسة الإنجيلية".

مع مرور الوقت أصبحت "الإنجيلية" تسمية تطلق على جميع البروتستانت فيما عدا الليبراليين منهم.

و"الإنجيلية" تعني العودة أو التوجه نحو "الإنجيل المقدس".

قويت شوكة الإنجيليين كثيرًا في عهود الرؤساء الأمريكيين جيمي كارتر ورونالد ريغان وبوش الأب والابن، وأصبحوا بمثابة القوة الرئيسية الساعية لتوجيه الإمبريالية في العالم.

ولأن الإنجيل يذكر أن إسرائيل "سيكون لها شأن يوم القيامة"، فإن "الإنجيلية" هو المذهب المسيحي الأقرب إلى إسرائيل واليهود.

وترامب انتُخب بأصوات 80 في المئة من الإنجيليين في الولايات المتحدة.

بمعنى أن ترامب لا يلعب فقط على وتر السياسة الخارجية، وإنما الداخلية أيضًا.

ولهذا رمى الشرق الأوسط بكرة من نار.

عن الكاتب

غونري جيوا أوغلو

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس