فاتح ألطايلي – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس

لا يمكنني أن أفهم إلى ماذا تسعى وسائل الإعلام الغربية، لكن المرء لا يحتاج لأن يكون قد كتب أطروحة حول الإعلام الغربي، حتى يدرك أنه يتخذ موقفًا خسيسًا ووضيعًا إلى أبعد الحدود، من تركيا.

أزفت فترة الانتخابات من جديد، وأطلق الإعلام الغربي مرة أخرى "حملة" ضد تركيا، أو على الأحرى ضد الرجل الذي يحكم تركيا، رجب طيب أردوغان.

خلال الانتخابات الماضية كانت وسائل الإعلام الألمانية والبريطانية هي رأس الحربة في الهجوم.

أما هذه المرة، فقد استلم الإعلام الفرنسي الراية.

فمن جهة يقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمام العدسات وهو يصافح أردوغان، ومن جهة أخرى تهاجم وسائل الإعلام الفرنسية الرئيس التركي بينما نحن على أعتاب الانتخابات.

وما أدراكم كيف تهاجم..

مجلة "لو بوان – Le Point" الفرنسية وضعت صورة أردوغان على غلافها الأمامي.

وعنونت الصورة بكلمة "ديكتاتور". ولم تكتفِ المجلة بذلك، بل إنها نشرت الغلاف في اللوحات الإعلانية وعلى مواقف الحافلات في باريس.

أقولها لكم وأنا أضع جانبًا من يوجه انتقادات عقلانية، هذا النوع من المنشورات هو "فضيحة" بكل ما تحويه الكلمة من معنى، ولا تؤدي إلى النتيجة التي تأملوها منها.

بل إني أنبئكم بأن ما تفعلونه يخلص إلى نتيجة على عكس ما كنتم تأملون.

فهو يعزز من المشاعر القومية في تركيا، ويشكل معطيات تدعم الطرح القائل إن هناك "مؤامرة تُحاك ضد تركيا".

النتيجة الطبيعية لذلك، هو خلق موجة في تركيا تدعم السياسات الحالية، وتُثبت أن أردوغان على حق.

فاستحلفكم بالله، دعونا وشأننا.

دعوا عنكم محاولات توجيه تركيا عن طريق مانشيتات دنيئة ومبتذلة.

إذا كنتم تريدون خير تركيا حقًّا فدعوا الأمر لنا حتى نتكفل نحن بحماية ديمقراطيتنا بأنفسنا.

لأننا نعلم أنكم لا تكترثون على الإطلاق لتركيا، ولا يهمكم أمرها.

وندرك أن كل همكم منصبّ على بيع 20 طائرة إيرباص، و50 مقاتلة رافال.

فهل تظنون أننا لا نعلم ما تخفيه صدوركم!!

عن الكاتب

فاتح ألطايلي

كاتب في صحيفة خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس