ترك برس

جمال صوت المؤذن، هو ما يسترعي انتباه الناس وسمعهم أكثر أينما حللوا في تركيا، حيث حرص الأتراك على تغيير مقامات الآذان منذ مئات السنين، وخصصوا لهذا الأمر مدارس وأوقافًا اختير لها معلمون ومؤذّنون مهرة.

في تقرير تلفزيوني بعنوان "الأذان.. نداء الحق إلى الناس بأجمل الأصوات"، تناولت قناة "الجزيرة" القطرية اهتمام الأتراك بالأذان والمقامات الموسيقية التي خصصوها لرفعه.

الأستاذ محمد هادي دوران، أحد أكبر مؤذني مسجد "السلطان أحمد" بإسطنبول، يقول إن الإنسان يمر خلال حياته بخمس مراحل، بل إن يومه كذلك يمر بها وعلى الأذان محاكاتها.

ويُضيف دوران: "أجدادنا أدركوا الفروق التي تصيب الإنسان خلال اليوم بين وهن وتعب ونشاط لذا تناهى إلى فهمهم وجوب تغيير نغمة الآذان يستخدمونه إن أرادوا دعوة الناس للصلاة وهكذا كان".

https://www.youtube.com/watch?v=NfllQoFe1pg

يتلقى المؤذنون أو مرشّحوهم تدريبا على فن القراءة بالمقام في دورات متخصصة تشرف عليها جهة رسمية، ولم يكن هذا العلم يوما من الأيام مكتوبا أو محفوظا على صحف بل كانوا يتناقلونه سماعا كابرا عن كابر.

وقد جرت العادة في تركيا ومنذ قرون أن يتم رفع الأذان في مآذن للمساجد بمقاماتٍ موسيقية تناسب الوقت الذي يرفع فيه الأذان.

وبحسب دوران، يرفع الآذان بخمسة مقامات على الترتيب، وهي الصبا والعشاق والرصد والسيكا والحجاز، في الأول حزن يتماشى مع وقت السحر، والثاني فيه حث وشحذ للهمم، وفي الرصد راحة للنفس، والسيكا سريع يبعد التراخي، والحجاز يتلاءم مع شجن الليل وسكونه.

للآذان أيضا طقوس أخرى خاصة بالمساجد الكبرى وهو ما يعرف بالمقابلة حيث يبدأ أحد مسجدين الأذان فيرد عليه المسجد المقابل بصوت ونغمة أعلى ولكن على المقام ذاته ما يطيل وقت الأذان إلى الضعف تقريبا.

هذا أمر يشد الأتراك وغيرهم على حد سواء ممن تستهويهم عذوبة الأصوات، فلا يجدون بدا من الإبقاء على هذه اللحظة حاضرة إلا عبر توثيقها بالصوت والصورة.

كان اهتمام الدول بعلوم موسيقى دليلا على وصولها إلى درجة عالية من الرقي والترف الحضاري، وفي تلك المرحلة بالذات قرر السلاطين العثمانيون استخدام المقامات في الآذان للارتقاء بالمجتمع وأفراده حتى خلال أدائهم لعباداتِهم اليومية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!