ترك برس

رأى مدير مركز الدراسات الشرقية، وكبير المحاضرين في الأكاديمية الدبلوماسية، فلاديمير أفاتكوف، أنه لم يعد ممكنا تسمية تركيا باليد اليمنى للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة.

جاء ذلك خلال حوار مع صحيفة "برافدا رو" الروسية حول الوضع الحالي للقوى السياسية في تركيا والإجراءات التي يمكن أن تقدم عليها السلطات التركية ومدى اعتماد الرئيس رجب طيب أردوغان على القوميين الأتراك.

وقال أفاتكوف: "سيتعين على أردوغان أن يأخذ في الاعتبار ائتلافه مع القوميين. بشكل عام، في مسار السياسة الخارجية، ستستمر تركيا في الابتعاد السلس عن الغرب. لن تركز على الولايات المتحدة، كما ركزت طوال النصف الثاني من القرن العشرين".

بحسب وكالة "RT"، أضاف الباحث الروسي أنه "لم يعد ممكنا تسمية تركيا باليد اليمنى للولايات المتحدة في المنطقة. هذا، لا يرجع إلى موقف روسيا، إنما إلى حقيقة أن أردوغان يحاول أن يجعل من تركيا مركزا مستقلا للقوة".

وتابع: "ليس بالضرورة أن يكون مركز القوة هذا مؤيدًا لروسيا، ولكن سيكون من الأسهل علينا التعاطي مع أردوغان، لأننا لن نكون بحاجة إلى أخذ الولايات المتحدة بعين الاعتبار طوال الوقت".

وشدّد على أنه "ليس بالضرورة أن يكون هذا النظام مؤيدًا لروسيا، بسبب القوميين. فهم يرون تركيا من البحر إلى البحر، من البايكال إلى البحر الأدرياتيكي، وبالنسبة لهم، روسيا غذاء قبل أن تكون شريكا.

في هذا السياق، سوف ينشط بشدة خط عموم تركيا، وسيتم تعزيزه. وإذا ما كان يجدر انتظار تعزيز بعض خطوط السياسة الخارجية، فإن ما ينبغي انتظاره بالضبط هو تعزيز القومية التركية والعثمانية الجديدة، وكذلك الإسلام السياسي المحافظ".

أمّا المحلل السياسي الروسي، ألكسندر روستوفتسيف، فيرى أن الرئيس التركي أردوغان لم يكن قط حليفا لروسيا، وإنما يعمل لصالح تركيا، مشيرا إلى أن مواقف أنقرة المعادية لروسيا في شبه جزيرة القرم وسوريا لن تتغير، وأنها تستخدم العامل الروسي في الضغط على حلفائها الغربيين.

وتناول روستوفتسيف في مقال نشره موقع "روس فورت"، آفاق العلاقات التركية الروسية مع بداية ولاية أردوغان الثانية، ووصفها بأنها آفاق مشجعة وإن كانت غامضة، حيث وصلت العلاقات إلى ذروتها مع بدء العمل في مشروع السيل التركي، وبناء محطة الطاقة النووية أك كويو، وصفقة تزويد الجيش التركي بمنظومة  S-400 الروسية.

ويستدرك المحلل الروسي إنه على الرغم من هذه التغييرات الإيجابية، فإن أعمال أردوغان تشهد على محاولات القيادة التركية إدخال العامل الروسي في الضغط على الشركاء الغربيين وابتزازهم من أجل الحصول على شروط أفضل للتعاون..

وأبرز مثال على ذلك صفقة صواريخ S-400، وتهديد تركيا للولايات المتحدة بأنها ستحصل على طائرات الجيل الخامس من روسيا في حالة رفضت واشنطن تسليمها مقاتلات الولايات F-35.

وأضاف أن إبعاد الولايات المتحدة عن تركيا سيكون أمرًا مغريًا لروسيا، ولكن في مثل هذه الظروف، لا يمكن بناء استراتيجية طويلة المدى.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!