نهاد علي أوزجان – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

آن الأوان لإعادة قراءة ما يحدث وسيحدث في سوريا من جديد في ظل التطورات الإقليمية. فبالنظر إلى المؤشرات يتجه التوتر في المنطقة من سوريا إلى الشرق نحو إيران. وما يزيد من خطورة الأمر إعلان العقوبات الاقتصادية على طهران وما سيحمله من غموض، بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي. بالنظر إلى حجم المسألة الإيرانية والوضع الجيوسياسي للبلد ونفوذه لا يمكن التعامي عن أهمية الأمر.

الكثير من الدول والتنظيمات في المنطقة تعيد النظر اليوم في أهدافها السياسة، بينما تطرأ تغيرات على حجم وطبيعة المشاكل الإقليمية. وبطبيعة الحال سيكون من المفيد أن تضع تركيا الأزمة السورية تحت المجهر من جديد.

بينما تزيد العلاقات الإيرانية الأمريكية المتوترة سخونة الوضع في المنطقة، يتعزز المشهد العسكري على الخارطة السورية لصالح الأسد. كما أننا نشهد أيضًا تطورات سياسية لافتة.

أما بقية الفاعلين على الساحة الإقليمية فيبدون انسجامًا سريعًا مع المشهد الجديد. ويمكننا أن نرى في هذا الإطار تباحث ترامب وبوتين في المسألة السورية، وزيارات رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى موسكو، وسيطرة الأسد على المناطق المتاخمة لإسرائيل والأردن، وبدء قناة الجزيرة استخدام لغة تقدم الأسد على أنه حكومة "مشروعة".

يواصل الأسد حملاته تجاه المدنيين والبنى التحتية. يمكن تقييم تشغيل حقول النفط في الشرق والاتفاق مع قوات سوريا الديمقراطيى من أجل تفعيل السدود على نهر الفرات في هذا الإطار.

بطبيعة الحال كل ذلك لا يعني شيئًا بالنسبة لبلد أنهكته الحرب، لكن قد يكون له دلالات هامة من أجل فهم تغير نوايا وقدرات الأسد.

مع ازدياد سخونة الملف الإيراني وتغير المشهد على الجبهة السورية، ينبغي على تركيا أن تراجع ماهية هدفها السياسي، وما ستطلبه/ ستأخذه من أي جهة.

صعوبة الأمر تكمن في أن تركيا ستحقق الهدف السياسي الذي حددته لنفسها في سوريا من خلال الصراع/ الاتفاق مع فاعلين كبيرين هما الولايات المتحدة وروسيا، تختلف معهما تمامًا من ناحية طريقة العمل والثقافة والعلاقات والأولويات والنوايا.

وبالنتيجة فإن مجموع ما ستحصل عليه تركيا من جميع الفاعلين سيشكل "الهدف السياسي" لأنقرة.

كلما برزت الأزمة الإيرانية إلى الواجهة تتراجع أهمية المسألة السورية بالنسبة للبعض. لكن من غير الممكن أن نقول الشيء نفسه بالنسبة إلى تركيا.

عن الكاتب

نهاد علي أوزجان

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس