ترك برس

اعتبر محللون أتراك أن قمة إسطنبول القادمة حول الأزمة السورية، وعدم دعوة الولايات المتحدة للمشاركة فيها، تشير إلى بداية النهاية للنفوذ الأمريكي في سوريا، وستترك واشنطن في حالة عزلة، مشيرين إلى أن فرنسا وألمانيا مهتمتان أيضا بتوسيع العلاقات مع روسيا وتركيا.

وقال المحلل الأمني التركي، جان أونفير، لوكالة سبوتنيك: "إن القمة التي ستعقد في السابع من سبتمبر/ أيلول القادم ستصبح من أهم الخطوات الدبلوماسية والسياسية التي جرت في الفترة الأخيرة وتتم دون مشاركة الولايات المتحدة".

وفي أواخر تموز/ يوليو الماضي، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده تعتزم تنظيم قمة بإسطنبول، بمشاركة فرنسا وألمانيا وروسيا، لبحث المسائل الإقليمية وفي مقدمتها الوضع في سوريا،

ويرى المراقبون أن قرار أنقرة استبعاد الولايات المتحدة، حليفة تركيا في حلف شمال الأطلسي منذ فترة طويلة والقوة الرئيسية للائتلاف العسكري الذي يعمل على الأرض في سوريا، لم يكن مفاجئا، لأن  أنقرة لا تخفي إحباطها من سياسات واشنطن.

ووفقا للمحلل التركي، فإن هذه القمة تعكس طموح أوروبا لبناء خط سياسي سيادي مستقل عن نفوذ وضغط واشنطن، بما في ذلك تعزيز العلاقات مع روسيا وتركيا.

وأضاف أن ترتيب مثل هذه القمة في إسطنبول دون مشاركة الولايات المتحدة في وقت وصلت فيه التسوية السورية إلى مرحلتها الأخيرة، يشير إلى بداية الإطاحة التدريجية للولايات المتحدة من العملية السورية.

وأكد أن تركيا وروسيا تضطلعان بدور مهم في سوريا، في حين تسعى فرنسا لتعزيز مواقفها على الأرض. أما بالنسبة لألمانيا، فهي أقل قلقا بشأن القضية السورية، ولكن نظرا لموقعها القيادي في الاتحاد الأوروبي، فإن مشاركتها في القمة القادمة تأخذ أهمية جديدة.

وقال أونفير إن تركيا قد أصبحت لاعبا مؤثرا ليس في المنطقة فحسب، ولكن في خارجها أيضا، لافتا إلى أن أهمية القمة ليست في مناقشة قضايا التسوية السورية مع فرنسا وألمانيا، ولكن رغبة الدول الأوروبية في إقامة تعاون مع موسكو وأنقرة بمعزل عن تأثير ترامب.

بدوره، قال سيزغين ميرجان، المحلل السياسي والباحث في قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة باشكنت، إن قضية اللاجئين ومستقبل الدولة السورية يمكن أن تكون على رأس جدول أعمال القمة، لكن مشاركة روسيا في هذا الاجتماع تشير إلى أن جدول الأعمال يمكن أن يتجاوز قضايا السياسة الإقليمية.

وعن عدم دعوة واشنطن للمشاركة في القمة، أشار ميرجان إلى أن سياسات واشنطن الاقتصادية والتجارية المثيرة للجدل، ومواجهتها مع إيران والخلاف بين حلفاء الناتو قد أضعفت مواقف إدارة ترامب على الساحة العالمية.

وأوضح الأكاديمي التركي أن روسيا قد تملأ الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة بسبب سياسة ترامب الخارجية غير المتسقة، وتوسع قنوات التعاون مع فرنسا وألمانيا اللتين تميلان مع تركيا إلى تعزيز التعاون مع روسيا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!