محمد صويصال – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

قبل أيام أجرينا زيارة لرئيس البرلمان التركي بن علي يلدريم، لتهنئته على منصبه الجديد. خلال الحديث قال يلدريم إن "هناك حليف وحيد لأمريكا وهو الدولار.."

يلدريم اختصر بجملة واحدة حقيقة عمرها ربما أكثر من مئة عام، وهو محق بذلك..

***

رأينا أن الجميع كشفوا عن وجوههم الحقيقية مع انتهاء الحرب الباردة. وأسسوا عالمًا جديدًا وسلسلة تحالفات جديدة.

رسمت هذه القوى مسار بلدنا من خلال الانقلابات العسكرية اعتبارًا من انقلاب 1960، وتغذية الإرهاب الداخلي، ودعم تنظيمات وكيانات إرهابية مثل "بي كي كي" و"غولن"..

تثير أمريكا أزمة اقتصادية في بلادنا من خلال سحب أموالها والتلاعب بأسعار صرف الدولار.

خرج ترامب، منذ وصوله سدة الحكم، إلى الساحة العالمية وكأنه فيل هائج دخل إلى محل لبيع الزجاجيات..

وهو يتبع ويُدفع إلى اتباع سياسات عدائية عن قصد.

***

القس برانسون واحد من نتائج الأزمة، التي اشتعلت مع الملف السوري، ودفعتنا إلى خيارات صعبة مع حادثة رجل الأعمال من أصل إيراني رضا زراب ونائب مدير مصرف "خلق" الحكومي التركي. 

في 27 يوليو/ تموز، وجه نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس تهديدات إلى تركيا ورئيسها أردوغان.

القضية ليست برانسون.. ومن يريدون أن يربطوا الأزمة بالقس فقط يخطئون.

القس الأمريكي هو واحد من الأسباب الرامية إلى إشعال الحرب.

إذا سلمناهم القس، سوف يطالبون بأشياء أخرى..

ومطالب الولايات المتحدة لن تنتهي أبدًا..

***

في ختام اجتماع مع رجال دين استمر على مدى ثلاثة أيام، تحدث نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، وقال إنه في حال عدم إخلاء أنقرة سبيل القس أندرو كريغ برانسون فإن "الولايات المتحدة سوف تفرض عقوبات اقتصادية شديدة على تركيا"..

وهدد تركيا صراحة بقوله: "إن لم تخلوا سبيل برانسون فورًا فسوف تتحملون تبعات ذلك". بنس هذا معروف بأنه من أتباع الكنيسة الإنجيلية وبأفكاره المحافظة المتشددة.

***

هل يمكن أن يكون الحليف والشريك الاستراتيجي هكذا؟

لكن في الحقيقة، لم تكن الولايات المتحدة صديقة لتركيا في أي وقت من الأوقات.

نجحت واشنطن في إخفاء وجهها الحقيقي أيام الحرب الباردة، لكنها في تلك الأثناء عملت في الخفاء على إثارة القلاقل فيما بيننا، وسعت من جهة أخرى لكي تبدو في مظهر الصديق.

وبعد انتهاء الحرب الباردة لم تحاول إخفاء وجهها الحقيقي على الإطلاق.

وبالنتيجة ليس من الواضح متى سيخرج الفيل الأمريكي من محل الزجاجيات، وإلى أين سيتجه.

عن الكاتب

محمد صويصال

كاتب في صحيفة وطن


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس