سليمان أوز اشق – صحيفة تركيا – ترجمة وتحرير  ترك برس

أسعدتني كثيرًا تلك الصورة التي جمعت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع زعماء الأحزاب السياسية في احتفال عيد النصر. 

في مثل هذه الفترة العصيبة التي نمر بها تحتاج تركيا كثيرًا إلى مثل هذه اللقطات. عندما نظرت إلى الصورة عدت إلى الماضي ولاحظت ما يلي:

عقب الحملة الأمريكية الأخيرة ضد تركيا تقريبًا لم نشهد أبدًا تلك النقاشات الفارغة التي اعتدنا رؤيتها وسماعها بين الأحزاب السياسية.

على سبيل المثال، لم يصف رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال قلجدار أوغلو الرئيس أردوغان بالديكتاتور والشخص المحتل للقصر الرئاسي، ولم يوجه له الإساءات المعهودة.

بدوره، لم يستهدف أردوغان قلجدار أوغلو، ولم يصفه كما اعتدنا بـ "المدير العام لحزب الشعب الجمهوري".

كما أن رئيسة الحزب الجيد مرال أقشنر لم تتحدث بالسوء عن الأحزاب الأخرى، على العكس، اتخذت موقفًا بناءً، وصرحت بأنه "عندما يتعلق الأمر بالبلد فكلنا متحدون معًا".

من جانبه، أدلى زعيم حزب الحركة القومية دولت باهجلي بتصريحات خلال هذه الفترة استهدف بها الولايات المتحدة فقط، وعدا عن ذلك كانت كل تصريحاته حول أهمية وحدة الصف.

ربما يزول سحر هذه الصورة بأسرع مما أنتظر، وربما يبدأ الزعماء السياسيون بمهاجمة بعضهم البعض من جديد وأنتم تقرأون هذه السطور. 

لكن لا يهم.. المهم هو التقاط هذه الصورة في الأوقات العصيبة، وإظهار أن المكائد الرامية إلى تمزيقنا، وحدتنا. 

هذه الصورة مهمة جدًّا بالنسبة للناخبين الذين قيل عنهم إنهم في حالة استقطاب. لأن الناخبين يبدأون النظر من وجهة مختلفة للتطورات السياسية عندما يرون في تلك الصورة أنه لا يوجد استقطاب بين الزعماء السياسيين. 

ربما تعتقدون أنني أبالغ، ولكن هذه الصورة هي متنفس ومصدر لتقوية معنويات الشعب الذي يأسف بسبب عدم قدرته على أن يكون متحدًا، والحرفيين الذين يقولون إن صراع الساسة يلحق الضرر بهم. 

هناك مسألة أكرر ذكرها باستمرار.

كانت الدولة العثمانية في ذروة قوتها في العهود التي كانت فيها رحيمة. كلما زادت قوة الدولة ارتفعت نسبة التسامح والتواضع.

لأنه لا مكان للتعجرف في هذه القضية!

لا مكان للتعالي على الخاسرين واحتقارهم وازدرائهم.

في هذه القضية تتجلى الرحمة للضعفاء والمساكين والمحتاجين. 

وفيها يمثل النصر أيضًا امتحانًا كما هو الأمر بالنسبة للهزيمة. 

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس