ترك برس

رأى الباحث الأمريكي المتخصص في الشأن الروسي، جون دالي، أن مشاركة تركيا في قمة تبريز الثلاثية مع روسيا وإيران قد تكون مؤشرا على تحول تركيا إلى تخفيض مشاركتها في حلف الناتو أو الانسحاب منه، والانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون، وأن الاجتماع قد تكون له نتائج خطيرة على الوجود الإقليمي الأمريكي.

ومن المقرر أن تضيف مدينة تبريز الإيرانية في السابع من شهر سبتمبر/ أيلول الجاري القمة الإيرانية الروسية التركية الثالثة حول سوريا، التي يشارك فيها الرئيسان رجب طيب أردوغان، وفلاديمير بوتين بضيافة الرئيس الإيراني حسن روحاني.

وتساءل دالي في مقال نشرته صحيفة "ذا آراب ويكلي": ماذا سيحدث بعد لقاء تبريز؟ وكيف سيؤثر الاجتماع في علاقة تركيا بالولايات المتحدة؟ وهل يمكن أن يكون هذا الاجتماع مغيرا لقواعد اللعبة؟

وكتب الباحث أن الرؤساء الثلاثة سيكون لديهم الكثير من القضايا محل النقاش، حيث تخضع الدول الثلاث للعقوبات الأمريكية. وعلى الرغم من أن جدول أعمال القمة لم ينشر، فمن المرجح أن يكون الضرر الاقتصادي الذي تسببت فيه العقوبات الأمريكية الأحادية في مقدمة قضايا القمة.

وأضاف أنه إذا كانت مسألة التخفيف من آثار العقوبات المالية الأمريكية قضية جوهرية للدول الثلاث، فإن إيران وروسيا لديهما مصلحة مشتركة في الحد من الوجود العسكري الأمريكي، حيث ركزت إيران على الخليج العربي وروسيا على البحر الأسود.

وأوضح أن تركيا هي المتحكم بالفعل في البحر الأسود؛ لأن اتفاقية مونترو لعام 1936 تعترف بالسيادة التركية على مضيق البوسفور وجناق قلعة وتضع شروطا للوجود البحري الأجنبي في البحر الأسود. وقد أعاقت هذه القيود طموحات الجيش الأمريكي في الماضي، وعلى الأخص في الأزمتين الجورجية والأوكرانية عام 2008.

ولفت الباحث إلى إن الاجتماع يأتي في ظل خلاف دبلوماسي حاد بين تركيا والولايات المتحدة، وإلى المقال الذي كتبه الرئيس التركي أردوغان في صحيفة نيويورك تايمز، وحذر فيه من أن تركيا قد تسعى إلى بدائل إذا لم تغير الولايات المتحدة سياستها تجاه تركيا.

وقال دالي إن البديل من الناحية العسكرية قد يكون تقليل تركيا مستوى مشاركتها في حلف الناتو أو الخروج منه تماما، وقد تتحول إلى الانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون الأمني التي تسيطر عليها روسيا والصين.

أما بالنسبة إلى البدائل المالية، فيمكن لتركيا التخلي عن جهود للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والسعي إلى الانضمام إلى تجمع البريكس الذي يضم الاقتصادات الناشئة في البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.

واختتم الباحث الأمريكي مقاله بأن المخاطرالتي يتعرض لها الوجود الإقليمي للولايات المتحدة كبيرة، إذا اتفقت تركيا وروسيا وإيران.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!