طه داغلي – موقع خبر7 – ترجمة وتحرير ترك برس

اعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل "بي كي كي" تنظيمًا إرهابيًّا، لكنها امتنعت عن إطلاق الوصف نفسه على تنظيم "غولن.

كان هناك أكثر من تفصيل ملفت للنظر في المؤتمر الصحفي المشترك لميركل مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لكن الأبرز كان تأكيدها على التمييز بين "بي كي كي" و"غولن".

قالت ميركل: "بي كي كي تنظيم إرهابي منعنا أنشطته". في الحقيقة، لم تمنع أنشطته، فهو يواصل دعايته تحت أسماء مختلفة، وإن كانت ألمانيا رسميًّا تعتبره تنظيمًا إرهابيًّا.

بعد الحديث عن "بي كي كي"، تطرقت إلى غولن لكنها لم تصفه بالتنظيم الإرهابي واستخدمت عبارة "حركة غولن"، مضيفة أنها بحاجة إلى المزيد من الأدلة من أجل وصف "الحركة" بالإرهاب.

هذا الموقف من ميركل ليس مفاجئًا على الإطلاق. لنعد إلى الوراء بضعة أشهر حتى نتذكر ماذا يعني تنظيم "غولن" بالنسبة للدولة العميقة في ألمانيا.

بعد 15 يوليو 2016 نشر الإعلام الألماني ملفات عن تنظيم "غولن". كانت الأخبار تقول إن "ألمانيا أصبحت مركزًا جديدًا لعناصر التنظيم".

صوّر الإعلام الألماني إرهابيي "غولن" على أنهم ضحايا لأردوغان. وتحدث الإعلام نفسه عن إعادة تنظيم العناصر في ألمانيا، وزيادة أنشطتهم في مجالات الإعلام والمنظمات المدنية والمدارس، وتقديم مساعدات شاملة من الدولة الألمانية للعناصر الفارين.

في أعقاب ذلك، وضع المجلس الفيدرالي الألماني تنظيم "غولن" على أجندته، ووجه مساءلة برلمانية حول التنظيم إلى الحكومة الألمانية.

سأل المجلس عن علاقة الدولة ببعض إرهابيي "غولن" الفارين من تركيا، وعن علاقة الاستخبارات الألمانية بالتنظيم، وعما إذا كانت الاستخبارات خصصت ميزانية من أجل التنظيم، وإذا كانت الإجابة بنعم، فما هو حجم الميزانية.

الإجابة عن كل الأسئلة كانت جملة واحدة "لا يمكننا كشف هذه المعلومات لأنها قد تلحق الضرر بالأنشطة الاستخبارية".

هذه الإجابة المقتضبة بمثابة اعتراف حول ارتباطات الدولة العميقة في ألمانيا مع تنظيم "غولن".

صحيح أن تنظيم "غولن" هو مشروع لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، لكن الاستخبارات الألمانية تمسك أيضًا بجزء من التنظيم.

قد لا يكون جناحًا قويًّا، لكن يمكننا القول إن ألمانيا لديها مصالح صغيرة تريد تحقيقها عن طريق تنظيم "غولن".

بدأت مرحلة جديدة في العلاقات بين تركيا وألمانيا. فهل تثير مسألة "غولن" مشاكل في العلاقات الجديدة؟

لا يمكن للمسألة أن توقف عملية التطبيع، لكن المؤكد أن دفتر حساب "غولن" سيبقى مفتوحًا مفتوحًا خلال هذه المرحلة الجديدة.

وكما أن ألمانيا تعتزم الإمساك بالتنظيم كورقة ضغط خلال المرحلة التالية في العلاقات مع تركيا، فإن أنقرة تحتفظ بحقها في الرد على المطالب الألمانية المحتملة بأن برلين "تحمي تنظيم غولن".

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس