هاكان جليك – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس

كنا في قرغيزيا، إحدى دول آسيا الوسطى، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على مدى يومين. في عهد الرئيس الراحل تورغوت أوزال، بدأت تركيا بإقامة علاقات خاصة مع بلدان هذه البقعة الجغرافية، ومنها تركمنستان وكازاخستان وطاجيكستان وأذربيجان.

بيد أنه لم يُكتب الاستمرار لهذه البداية، ومع مرور الوقت ساءت علاقات الثقة مع الكثير من العواصم جراء تشتت اهتمام أنقرة أو مكافحة تنظيم غولن.

أولى أردوغان، منذ أن كان رئيسًا للوزراء، اهتمامًا خاصًّا للعلاقات مع البلدان المذكورة، بحيث بلغت مستوى أفضل بكثير خلال السنوات العشر الأخيرة. زاد اعتبار وتأثير تركيا بشكل كبير في المنطقة.

يريد أردوغان إنعاش العلاقات الاقتصادية من جهة، وتعزيز الروابط الناجمة عن وحدة الثقافة والتاريخ من جهة أخرى.

كانت مكافحة تنظيم غولن من أهم القضايا على أجندة زيارة قرغيزيا. ففي الفترة الماضية لم تصغِ بيشكك إلى نداءات  أنقرة بالشكل الكافي، بيد أنها أشارت مع الزيارة الأخيرة إلى أنها ستكون أكثر حزمًا في مسألة مكافحة التنظيم.

كانت تركيا أول دولة اعترفت باستقلال قرغيزيا، وأظهرت أنقرة الأهمية التي توليها إليها من خلال تشكيل "مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى" مع بيشكك. أردوغان تحدث خلال الزيارة عن إمكانية إقامة التجارة بين البلدين بالعملة المحلية.

كما هو الحال بالنسبة لإفريقيا، هناك صراع كبير بين الصين وروسيا في قرغيزيا، ولهذا يتوجب على تركيا بذل المزيد من الجهود في آسيا على الصعيدين الدبلوماسي والتجاري.

***

إدلب حاليًّا واحدة من أهم القضايا على أجندة السياسة الخارجية التركية. سيجري أردوغان زيارة هامة إلى طهران في 7 سبتمبر/ أيلول الجاري، حيث سيلتقي نظيريه الروسي فلاديمير بوتين، والإيراني حسن روحاني في قمة ثلاثية.

تتمتع خارطة الطريق، التي ستفرزها القمة الثلاثية، بأهمية كبيرة في فترة تسود أجواءها المخاوف من حدوث انفلات في إدلب.

وجهت القوى العظمى حشودًا ضخمة من البر والبحر والجو إلى المنطقة بحجة إدلب. ما يهم الجميع هو الحصول على كرسي حول طاولة المفاوضات في سوريا والحصول على نصيب من الكعكة. لا أحد يكترث لعدد الأشخاص الذين سيسقطون في الصراع.

في حال وقوع مأساة إنسانية في صفوف المدنيين فإن تركيا ستواجه موجة هجرة جديدة، ولهذا فهي على تواصل وثيق مع البلدان الأوروبية من أجل إيجاد حل للمشكلة. الأسبوعان القادمان سيكونان في غاية الأهمية بالنسبة لمصير سوريا.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس