كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

اختطاف أو مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول حادثة كبيرة وخطيرة إلى حد أنها لن تكون قضية أنقرة بمفردها.

فقد اتضحت مسؤولية القنصلية في اختطافه أو قتله. هناك حقيقة ماثلة أمامنا وهي أن السعودية حليف وثيق للدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا.

ولهذا، فإن وقوع الحادثة في إسطنبول لا يعني تركيا فحسب، بل أيضًا الدول التي تعتبر صديقًا وحليفًا يوفر الحماية للسعودية.

لكن من الملاحظ منذ اليوم الأول لاختفاء خاشقجي أن هناك توجهًا ملفتًا للنظر إلى شخصنة الحادثة بين أنقرة والرياض. هناك مساعٍ لإرغام أنقرة على أن تتخذ بمفردها موقفًا شديدًا من الرياض، دون انتظار المجتمع الدولي.

على الرغم من وقوع هذه الحادثة الفظيعة على أراض تخضع للسيادة التركية إلا أنه تبين تورط دولة أخرى فيها. وعلى غرار ذلك فإن جميع البلدان ذات العلاقات الوثيقة مع السعودية تواجه مسؤولية مشابهة لمسؤوليتنا.

أنقرة هي الجانب الذي يجري التحقيقات مباشرة في الحادثة. وعليها أن تجبر المجتمع الدولي على التحرك معها، من خلال مشاطرة جميع العواصم العالمية، وفي طليعتها واشنطن ولندن، المعلومات المتعلقة بالتحقيقات.

لا شك أنه سيكون لتركيا موقفها وقرارها. ورئيسها رجب طيب أردوغان يتابع بنفسه التحقيقات لمعرفته الشخصية بخاشقجي. وهذا ما يشير إليه إطلاق قوات الأمن تحقيقات جدية في الحادثة. لكن التحقيقات تتقدم خطوة خطوة، وأنقرة تتصرف بحذر شديد.

اتضح أن مرتكب الجناية في حادثة خاشقجي- وهذا ما تشير إلى المعلومات غير الرسمية- هو السعودية. وتم الكشف عن المعلومات الشخصية للطاقم المنفذ للجناية بالبيانات الشخصية والوظائف في السعودية. وعند الإعلان عن النتائج الرسمية للتحقيقات ستكون الرياض قد ضُبت متلبسة بالجرم المشهود؟

نشر الإعلام الأمريكي تسجيلات تظهر أن استخبارات الولايات المتحدة رصدت اتصالات حول خطط الرياض المتعلقة باختطاف/ قتل خاشقجي.

الموقف الذي ستتخذه واشنطن ولندن من الرياض في غاية الأهمية. ينبغي على أنقرة أن تشرك العواصم الأخرى في تحقيقات قضية خاشقجي، وتدفعها لاتخاذ موقف مشترك في مواجهة الرياض.

تظهر جناية خاشقجي أيضًا كيف تتعاون البلدان الغربية مع الأنظمة السفاحة والتنظيمات الإرهابية. من ضُبط متلبسًا ليس السعودية فحسب بل الولايات المتحدة والبلدان الداعمة للرياض.

لننتظر حتى تبدي هذه الدول أولًا ردة فعلها على الحادثة. ولا شك أن أنقرة ستتعامل مع الأمر، وستتخذ الموقف اللازم.

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس