هاكان جليك – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس

حادثة اختفاء الصحفي السعودي في إسطنبول آخذة في التعقد. هناك شكوك حول مقتله بشكل فظيع. كما أن هناك ادعاءات عن إمكانية كونه مختطف.

خلال الفترة الماضية كان هناك الكثير من النظريات حول هوية الرجل. رغم أنه معروف بكونه صحفيًّا معارضًا غير أن بعض الادعاءات تقول إنه يعمل لصالح أطراف مختلفة.

وبما أن الولايات المتحدة ألقت بثقلها في هذه القضية فهذا يعني أن سيرها سوف ينحو منحى مختلفًا. الجانب الأمريكي شكّل طاقمًا من "إف بي آي" بهدف التحقيق في الحادثة. وعلاوة على ذلك أوفد ترامب وزير خارجيته إلى الرياض.

لا أقيم اعتبارًا لنظريات المؤامرة، لكن هناك بعض الأحداث التي يصعب تفسيرها بالطرق العادية. وعند النظر من هذه الناحية، تبدو حادثة خاشقجي وكأن أكثر من دولة تدخلت فيها.

الاحتمال ضعيف بألا تكون السلطات الأمريكية على علم فيما لو كانت الاستخبارات السعودية ارتكبت جريمة أو نفذت عملية اختطاف في تركيا.

تصريح ترامب عن "إمكانية وقوف قتلة مارقين وراء الحادثة" يؤكد الشكوك حول مساعي إلقاء مسؤولية الجريمة على عاتق جهات لا علاقة لها بها.

قد يسلك ترامب طريقًا من هذا القبيل بهدف حماية السعودية، لكنه في نهاية المطاف سيرسل الفاتورة إلى الرياض بطريقة ما.

إذا كان هناك بالفعل جريمة قد ارتُكبت وتقف السلطات السعودية وراءها فإن الولايات المتحدة سوف تسخدم هذه الحادثة من أجل الضغط على الرياض.

وقد تطول قائمة المطالب الأمريكية من صفقات الأسلحة حتى الملف الإيراني، ولن يكون أمام السعودية، التي تحتاج الولايات المتحدة في جميع المجالات، خيار آخر.

وهناك احتمال أن تطال تبعات هذه الحادثة إيران وإسرائيل على الصعيد السياسي وليس الجنائي.

سماح تركيا بتشكيل مجموعة عمل مشتركة مع السعودية يظهر الأهمية التي توليها أنقرة للعلاقات مع الرياض. كان بإمكان تركيا أن توصد الباب بالقول "هذه الحادثة وقعت على أراضينا، وعمليات التحقيق والتحري برمتها في يدنا".

من جهة أخرى، بما أن مسألة القس برانسون لم تعد عائقًا أمام العلاقات التركية الأمريكية، فمن الضروري الإقدام على خطوات لتطبيع العلاقات بين أنقرة وواشنطن.

ومجيء وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى تركيا، عقب اجتماعاته في الرياض، يمكن أن تعتبره أنقرة بادرة حسن نية.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس