عبد القادر سلفي – صحيفة حريت – ترجمة وتحرير ترك برس
خلال اجتماع لجنة الإدارة المركزية في حزب العدالة والتنمية، أشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تصريحات أدلى بها رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال قلجدار أوغلو في قناة "سي إن إن التركية"، بخصوص جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وقال أردوغان: "احترنا فيما سنفعله. كيف يمارس هذا الرجل السياسة بهذه الطريقة. إنه يكيل الاتهامات إلى بلده جزافًا".
عندما يكون الحديث عن قلجدار أوغلو فإن الرئيس التركي يستخدم عبارات شديدة اللهجة، غير أن أردوغان كان يبتسم عند حديثه هذه المرة.
لكن لا تغرنكم هذه الابتسامة، فالمتحدث باسم حزب العدالة والتنمية عمر جليك قال إن الحزب سوف يرفع دعوى قضائية ضد قلجدار أوغلو.
طبعًا لم يكتفِ أردوغان بهذا التصريح حول جريمة قتل خاشقجي، حيث أضاف: "الحادثة ماثلة أمامنا بكل وضوح. هي جريمة مدبرة منذ البداية. لن ندع هذه القضية تمر هكذا".
ثم تطرق إلى الاتصال الهاتفي الذي أجراه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فقال: "عندما لم يفتح ترامب الموضوع، لم أتطرق إليه بدوري. لكني سوف أتحدث مع ترامب حول جريمة خاشقجي في باريس".
يتبع أردوغان استراتيجية مختلفة عن تلك التي طبقها حتى اليوم بخصوص قضية خاشقجي. ففي مقالته المنشورة بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية قال أردوغان: "من غير الممكن قطعًا أن أصدق بأن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان أصدر أمر قتل خاشقجي".
بيد أنه أضاف بعد ذلك: "نعلم جيدًا أن أمر قتل جمال جاء من أعلى المستويات في الحكومة السعودية".
يعمل أردوغان على الفصل بين الملك سلمان وبين ولي العهد في جريمة خاشقجي. بل إنه يستخدم لقب "خادم الحرمين الشريفين"، في لفتة موجهة إلى العاهل السعودي.
بدوره، لم يتجاهل الملك سلمان هذه اللفتة، فأجرى اتصالًا مع أردوغان للمرة الأولى منذ وقوع جريمة خاشقجي، وقال: "لم أتمكن من زيارتكم عقب 15 يوليو و24 يونيو، كان هذا خطأي، معذرة".
وبعد ذلك اقترح على أردوغان التوجه معًا على متن طائرته إلى قمة مجموعة العشرين، بيد أن الرئيس التركي اكتفى بتوجيه الشكر للملك.
اعتبر أردوغان اتصاله مع ترامب "أفضل مباحثات في الآونة الأخيرة". ومن الممكن أيضًا اعتبار محادثته مع الملك سلمان أفضل اتصال في السنوات الماضية.
هذا ما أقصده من الاستراتيجية المختلفة. فبينما يتعامل بإجلال وتكريم مع الملك سلمان، يوجه من ناحية أخرى أصابع الاتهام إلى ولي العهد.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس