محمد بارلاص – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

حسب التصريحات الأخيرة فقد وضع صندوق تأمين ودائع المدخرات يده على إدارة بنك آسيا، وذلك –حسب ما أفادوا- بسبب انتهاك هيكل المساهمين في البنك للقوانين المصرفية، وبرغم المهلة التي مُنحت لإدارة بنك آسيا، إلا أن أصحاب الأسهم التفضيلية (الممتازة) لم يقدموا الأوراق اللازمة "لهيئة المراقبة وتنظيم العمل المصرفي" لإثبات شفافية هيكل المساهمين في البنك، وإثبات هويات أصحاب تلك الأسهم المميزة.

لذا قررت الهيئة تسليم إدارة البنك إلى هيئة صندوق تأمين ودائع المدخرات، حتى يقدم أصحاب الأسهم الممتازة ما هو مطلوب منهم من وثائق وأوراق إلى هيئة المراقبة وتنظيم العمل المصرفي، وسيستمر العمل كذلك حتى إشعار آخر من قبلهم بعد دراسة الوثائق والأوراق في حال تقديمها لهم.

هذا التصريح يعني أنّ هناك احتمال أنْ يكون استلام صندوق تأمين ودائع المدخرات لإدارة البنك بصورة مؤقتة، بمعنى أنْ تكون الحادثة عبارة عن خرق لقانون المصارف، وفي حال تعديل المخالفات ربما يعود الوضع إلى مجراه الطبيعي كما كان عليه.

هل هو بنك الجماعة؟

لكن لا يمكننا على الإطلاق إغفال جانب أنْ يكون لهذا البنك علاقة بجماعة فتح الله غولن، ولا شك أنّ الحملة التي شنها مستقيلون من حزب العدالة والتنمية لإيداع الأموال في بنك آسيا ولو بليرة واحدة، تدل وتشير ربما إلى قرب هذا البنك من جماعة غولن، خصوصا وأنّ المستقيلين الذين نتحدث عنهم كانوا قد استقالوا من الحزب بعد قرار إغلاق مراكز الدروس الخصوصية التابعة لجماعة غولن داخل تركيا.

وإذا قبلتم ووافقتم على أنّ بنك آسيا هو مصدر التمويل بالنسبة لمنظمة أو جماعة غولن، فإنكم ستواجهون صعوبة في الإجابة على العديد من الأسئلة، فهل يمكن أنْ يكون هناك بنك لجماعة تصف نفسها بأنها جماعة خيرية؟ في الحقيقة، معظم الأحزاب السياسية التركية لها أسهم ممتازة في البنوك التركية، ولذا ربما يرون الموضوع طبيعيا أنْ يكون لجماعة غولن أيضا أسهم ممتازة في بنك آسيا.

من الممكن أن يكون "بنك أمريكا"

وكما رجعت جماعة غولن إلى الكتاب الأحمر الذي يشكل بالنسبة لدولتهم النص الأساسي لأمنهم، ووجدت أنّ وصفهم بمنظمة موازية يشكل خطرا عليهم، فإنهم سينظرون بصورة مختلفة إلى وضع صندوق تأمين ودائع المدخرات يده على إدارة بنك آسيا، مع أنّ السبب الواضح والصريح هو عدم شفافية ووضوح هويات وأصحاب "الأسهم الممتازة".

لكن ربما ما نستصعب فهمه هنا، هو تسمية البنك بهذا الاسم، فلماذا أطلقوا عليه اسم "بنك آسيا" وليس "بنك أمريكا"؟ ألا ترتكز الجماعة على فكر أمريكا ومواقفها ومبادئها ولم تخرج عن رأيها ولا عن خطها ومحورها؟

وربما أيضا يجب تسمية الجماعة بدلا من جماعة "الخدمة"، جماعة "السيرفيس"، لأن هذه الكلمة ستكون أقرب للواقع وللحقيقة.

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس