ترك برس

تباينت آراء المراقبين حول إصرار السلطات السعودية على فحص هاتف الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي قُتل داخل قنصلية المملكة لدى مدينة إسطنبول، دون الإجابة على أسئلة رئيسية طرحتها السلطات التركية.

وفي 20 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أقرت الرياض بمقتل خاشقجي داخل قنصليتها في إسطنبول، إثر ما قالت إنه "شجار"، وأعلنت توقيف 18 سعوديا للتحقيق معهم، بينما لم تكشف عن مكان الجثة.

وقوبلت هذه الرواية بتشكيك واسع، وتناقضت مع روايات سعودية غير رسمية، تحدثت إحداهما عن أن "فريقا من 15 سعوديا تم إرسالهم للقاء خاشقجي وتخديره وخطفه، قبل أن يقتلوه بالخنق في شجار عندما قاوم".

وأعلنت النيابة العامة التركية، قبل أيام، أن خاشقجي قتل خنقا فور دخوله مبنى القنصلية لإجراء معاملة زواج، "وفقا لخطة كانت معدة مسبقا"، وأكدت أن الجثة "جرى التخلص منها عبر تقطيعها".

وفي وقت سابق، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على ضرورة الكشف عن جميع ملابسات "الجريمة المخطط لها مسبقا"، بما في ذلك الشخص الذي أصدر الأمر بارتكابها.

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية نقلت عن مصدر تركي أن النائب العام السعودي سعود المعجب، أصر على الاطلاع على هاتف خاشقجي، الذي كان بحوزة خديجة جنكيز، خطيبة الصحفي السعودي.

وكشف المصدر أن هدف سعود المعجب كان "الوصول إلى سجلات المكالمات الأخيرة التي أجراها خاشقجي" قبل اغتياله في القنصلية على يد فريق جاء خصيصا من الرياض لقتله وفق تأكيدات السلطات التركية.

وأشارت تسريبات إلى أن الفريق السعودي المسؤول عن اغتيال خاشقجي، بدأ بالبحث عن الهاتف بعد عملية القتل مباشرة.

وذكرت قناة الجزيرة في وقت سابق أن كافة المستويات السعودية التي تواصلت مع السلطات التركية بشأن مقتل خاشقجي "طلبت الحصول على هاتفه".

وفي حديث لصحيفة "عربي21"، رأت المعارضة السعودية الأكاديمية مضاوي الرشيد أن هاتف خاشقجي إن كان مراقبا منذ مدة فستكون الإجابة لدى الطرف السعودي لكن على ما يبدو لم يكن بمقدروهم وأرادوا الاطلاع على جميع علاقاته بعد خروجه.

وأوضحت الرشيد أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كان معنيا "بالحصول على أي معلومات عن تحركات واتصالات خاشقجي في الفترة التي تلت خروجه من المملكة من أجل رفد اللائحة السوداء التي ابتكرها مع مستشاريه".

وقالت إن السلطات السعودية "تشغل نفسها بهاتف خاشقجي لأسباب غير معلومة لكنها ترفض الإجابة عن السؤال المهم وهو أين جثة الرجل".

لكنها في المقابل لم تقلل من أهمية الهاتف وقالت إنه "مهم من ناحية الاتصالات التي جرت بينه وبين سفارة واشنطن وبينه وبين القنصلية بإسطنبول وربما هناك رغبة للتخلص من هذه الاتصالات التي ربما تقود لدليل معين في الجريمة".

واعتبرت أن السعوديين يسعون لـ"كسب الوقت وتمييع القضية لإخفاء الجريمة عن وسائل الإعلام وحتى اللحظة هناك كذب متواصل من الرياض بشأن ما جرى".

وشددت على ضرورة خروج النيابة العامة التركية ببيان رسمي وعرض الأدلة أمام العالم ومواجهة السعوديين بها بدلا من ترك المجال لهم ليماطلوا في الأمر لحين نسيانها.

من جانبه قال الإعلامي أحمد حسن الشرقاوي إن هاتف خاشقجي كان من الأهمية بمكان لفريق القتلة من أجل طمس معالم الجريمة التي ارتكبوها بحقه.

وأشار الشرقاوي إلى أن عدم عثور فريق الاغتيال على الهاتف "أفشل العملية من جانب أنهم خسروا الكم الهائل من البيانات التي كانوا بصدد الحصول عليها فضلا أن الهاتف ربما يكون في حوزة شخص آخر من المحتمل أن يكشف فعلتهم وهو ما حصل".

وشدد على أن مصادرة الهاتف كان أحد الأهداف التي سعى القتلة لتحقيقه متسائلا: "لماذا جلبوا مختصين بالأمور التقنية ضمن فريق قتلة وصل إلى إسطنبول؟".

وأضاف الشرقاوي: "خاشقجي بعد خروجه من السعودية تواصل معه الكثير، ومنهم سعود القحطاني كما كشف بنفسه في المقابلة السرية التي بثتها بي بي سي" وتابع: "لكن ربما تواصل معه من هم أكبر من القحطاني وقد يكون هناك مراسلات بين ابن سلمان وخاشقجي لإقناعه بالعودة" وفق تخميناته.

وبشأن رفض الأتراك تلبية طلب السعوديين بالاطلاع على سجلات الهاتف قال الشرقاوي: "الجهاز بالتأكيد خضع لتدقيق واف من قبل المختصين الأتراك ومن المؤكد أنهم حصلوا على معلومات غاية في الأهمية ربما كثير منها تعد أدلة على جريمة قتله وتدين بعض الشخصيات وهو السبب وراء رفض الطلب السعودي".

ولفت إلى أن "القرائن التي حصل الأتراك عليها من الهاتف ربما تدخر لمراحل لاحقة لإجبار السعوديين على كشف ما قاموا به بالكامل قبل الإفصاح عنها".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!