غونري جيوا أوغلو – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

يقول تيمور أحمدوف، خبير الشؤون التركية في المجلس الروسي للقضايا الخارجية:

"تركيا شريك شديد الأهمية بالنسبة لروسيا، ولكن..

يجب التأكيد أن أنقرة شريك صعب ويتبع سياسات خاصة به دائمًا.

لهذا علينا ألا ننجر وراء الأوهام.

يتوجب علينا أن نؤكد مصالحنا المتبادلة ونعمل على التوافق مع الأتراك الذين أصبحوا أكثر استقلالًا عن الولايات المتحدة".

من المهم جدًّا أن تكون هذه نظرة روسيا، إحدى القوتين العظميين في العالم، إلى تركيا. فهي تعني أنه "بات مفهومًا أن المطالب أحادية الجانب والإملاءات على تركيا لا طائل تحتها".

***

ليت الولايات المتحدة، القوة العظمى الأخرى، تمتلك هذا الوعي.

ليتها ترى كيف يمكن أن تنجم نتائج مدمرة عن مساعي فرض إملاءات على تركيا وعن التقارب مع حزب الاتحاد الديمقراطي والتهديدات العلنية حينًا والمبطنة أحيانًا.

كتبت هذه السطور بمناسبة اجتماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على خلفية مشروع السيل التركي ومراسم توقيع اتفاقية بين وزيري الطاقة بالبلدين.

والآن.. انظروا لما قاله وزير الطاقة الأمريكي ريك بيري:

"الولايات المتحدة تواصل مكافحتها لمشروعي السيل التركي والسيل الشمالي-2، والأسباب واضحة. ينبغي ألا يكون المواطنون الأوروبيون والأوكرانيون أسرى مورّد وحيد للطااقة".

***

بدوره، يقول المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إنه لا يستبعد احتمال اتخاذ الولايات المتحدة قرار فرض قيود على البلدان المشاركة في مشروع السيل التركي. أي إقرار عقوبات على غرار العقوبات المفروضة على إيران.

في الواقع، هناك مثال على ذلك. فمشروع السيل التركي كان في الأساس "السيل الجنوبي"، حيث كان من المقرر توريد الغاز الروسي إلى أوروبا عن طريق بلغاريا.

إليكم ما قاله بيسكوف:

"اتُّخذ قرار مشروع السيل التركي في إسطنبول. جاء هذا القرار جراء عدم دفاع المسؤولين البلغار عن موقفهم، وعدم مقاومتهم لضغوط المؤسسات الأوروبية وتخليهم عن مشروع السيل الجنوبي".

***

هل يمكن أن تتعرض تركيا للضغوط التي مورست على بلغاريا؟

ربما، لكن ذلك لن يكون سهلًا. لأن السيل الجنوبي كان في بداياته عندما تعرضت بلغاريا للضغوط. بينما الجزء الأكبر من المشروع أُنجز الآن.

مع إتمام القسم البالغ طوله أكثر من 200 كم في تراقيا، سيبدأ توريد الغاز إلى اليونان. ومن هناك إلى إيطاليا. هناك ثلاث دول أخرى ترغب بالمشروع. وبالنتيجة، أصبح العدول عن المشروع مستحيلًا بعد الوصول إلى المرحلة النهائية.

لن ترغب الولايات المتحدة بفتح جبهة جديدة من خلال فرض عقوبات على الغاز الروسي، بينما تسعى من جهة أخرى إلى جعل أوروبا وتركيا تتقبلان العقوبات على إيران.

انتهى مد 930 كم من خط السيل التركي البالغ طوله 1100 كم.

هذه حملة كبيرة بالنسبة لتركيا.

تنويع مصادر الطاقة وتحول تركيا إلى محطة للخطوط المختلفة وامتلاكها قيمة استراتيجية يزيد من قدراتها ويسهم في تنويع الأوراق التي تمتلكها في السياسة الخارجية.

عن الكاتب

غونري جيوا أوغلو

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس