ترك برس

ناقش برنامج "سيناريوهات" على قناة الجزيرة القطرية، تداعيات تبدل موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من قضية قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، والبيان الأخير الذي بدَا فيه أكثر إصرارا على دفع التهمة عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، فضلًا عن خيارات تركيا في هذا الإطار.

الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات لقاء مكي، رأى خلال مشاركته في البرنامج أن ترامب يواجه أزمة داخلية ضاغطة بسبب أزمة خاشقجي من قبل الكونغرس ووسائل الإعلام الأميركية.

وأشار مكي إلى الضغط الذي يشكله موقف الجمهوريين داخل الكونغرس والمناهض لموقف ترامب على اعتبار أنه يتناقض مع القيم الأخلاقية الأميركية.

وفي مسعاه للعب على وتر "القيم الأميركية"، قال مكي إن ترامب لجأ إلى استخدام إسرائيل كفزاعة أمام منتقديه، على اعتبار أنها بالنسبة للسياسة الأميركية هي إحدى "القيم الأميركية" الأساسية، لذلك حاول أن يساوي بين بقاء إسرائيل وأمنها وبقاء بن سلمان، في محاولة منه لكبح جماح المطالبين بإدانته.

https://www.youtube.com/watch?v=EQe4krP22wU

بدوره، أشار الناشط السياسي السعودي عبد الله الغامدي إلى أن التحالف الإسرائيلي السعودي كان يتخفى دائما تحت الطاولة، لكن ترامب قام الآن بكشفه، وهو يحاول الآن إظهار ولي العهد السعودي على أنه الوحيد في الأسرة الحاكمة السعودية الذي باستطاعته التحالف استخباراتيا وأمنيا مع إسرائيل.

وعلى الرغم من تأكيده على أهمية الضغوط التي يمارسها الكونغرس بشقيه النواب والشيوخ على ترامب في هذه القضية فإن مكي اعتبر أن الضغط الأكبر الذي سيواجهه الرئيس الأميركي سوف يأتي من الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) التي عمل على التقليل من أهمية تحقيقاتها بقتل خاشقجي، وهو أمر لا تقبله مثل هذه المؤسسة العريقة التي تعتز بمهنيتها العالية.

ولم يستبعد مكي أن يجد ترامب نفسه في أزمة حقيقية مع الـ"سي آي أي" التي وصفها بالدولة داخل الدولة، وهي تتعاطى عادة مع رئيس الولايات المتحدة بطريقة مختلفة عن باقي المؤسسات الأميركية.

كما لم يستبعد أن تقوم الـ"سي آي أي" بتسريب معلومات ووثائق مهمة تدين ترامب نفسه وتفضح صفقاته الخاصة مع السعودية وروسيا مما يؤدي لإسقاطه في النهاية.

واتفق أستاذ القانون الدولي جون كويغلي مع هذا الرأي، مؤكدا على مصداقية التقارير التي تصدر عادة عن هذه المؤسسة العريقة.

كما تحدث مكي عن الضغوط التي يواجهها ترامب من الدولة العميقة المتمثلة في الاستخبارات الأميركية ووزارة الخارجية بعيدا عن وزيرها مايك بومبيو والمسؤولين الفنيين في البيت الأبيض المعارضين لمواقفه السياسية المختلفة الذين قال إنهم قد ينهون محاولات ترامب لإنقاذ بن سلمان بإغراق الاثنين معا.

وفيما يتعلق بسيناريو ذهاب قضية خاشقجي للتدويل، قال المحلل السياسي رسول طوسون إن المماطلة السعودية وعدم وضوح تحقيقاتها سيكونان السبب في دفع أنقرة إلى المطالبة بتحقيق دولي لتطبيق العدالة وكشف الملابسات الخاصة بالجريمة الواقعة على أرضها، مؤكدا أن هذه الجريمة طالت سمعة تركيا عالميا.

فيما رجح الناشط السعودي الغامدي رفض السعودية الكامل تحويل ملف جريمة الاغتيال إلى المحكمة الدولية، مؤكدا أن ذلك يعني سقوط وتجريم محمد بن سلمان.

أما كويغلي فاستبعد أن يكون هناك ضغط داخل الولايات المتحدة الأميركية للمطالبة بتحقيق دولي، وأشار إلى أهمية تحقيق الاستخبارات الأميركية الذي حقق صدى داخل وخارج أميركا.

وحسب لقاء مكي، فإن تركيا لا تفضل تدويل القضية لأسباب عدة، منها أن التدويل سيخرج القضية من يدها، و"هذا أمر لا ترغب فيه أنقرة"، وكذلك بسبب بطء إجراءات المحاكم الدولية، الأمر الذي قد يتسبب في نهاية القضية قبل البدء فيها.

ورجح مكي أن تعمد تركيا إلى مواصلة سياسية التسريبات للإبقاء على القضية حية، خاصة داخل الولايات المتحدة.

واتفق الغامدي ولقاء مكي على أن تركيا قد تقبل بإنهاء ملف قضية خاشقجي فيما لو تم رحيل بن سلمان من منصبه، مع بقاء العائلة الحاكمة بالسعودية، وهو أمر تتفق معه -حسب رأي الضيفين- الدولة العميقة في الولايات المتحدة والدول الديمقراطية الغربية التي بات معظمها يفضل عدم التعامل مع بن سلمان.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!