سرار تورغوت – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس

الاحتمال كبير بألا تكونوا قد سمعتم بالخبر الذي سوف أتحدث عنه، عبر وكالات الأنباء أو الصحف. إما لأن الوكالات والصحف لا تولي اهتمامًا، أو أنها تسعى لتظهر بمظهر غير المكترث لمثل هذه الأخبار.

بيد أن هذا النوع من الأخبار يمكّن القارئ من رؤية كيفية عمل واشنطن في الحقيقة. أي أن مقولة "الشيطان يكمن في التفاصيل"، تنطبق على هذه الحالة تمامًا.

الأسبوع الماضي، قلّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن ميريام أديلسون وسام الحرية الرئاسي (Presidential Medal of Freedom) .

جرت المراسم الخاصة في الجناح الشرقي من البيت الأبيض، وقام ترامب بنفسه بتقليد الوسام لميريام أديلسون.

إن كنتم من متابعي قراءة هذا العمود، فلا بد أنكم ستتذكرون أنني كتبت مرات عديدة في الماضي عن ميريام أديلسون هذه.

فهي وزوجها شيلدون أديلسون أمليا على ترامب قرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. نعم استخدمت كلمة "أمليا"، لأن شيلدون أديلسون هو أكبر ممول لترامب، وهو من أكثر الشخصيات نفوذًا في الأوساط الإنجيلية في الولايات المتحدة.

هدف ميريام وشيلدون الأسمى في الحياة هو جعل القدس عاصمة لإسرائيل، ووضع المنطقة تحت سيطرة مطلقة لإسرائيل، بالتعاون مع إدارة أمريكية إنجيلية. أمضى الزوجان حياتهما وهما يعملان على تحقيق هذا الهدف.

في مراسم افتتاح السفارة بالقدس كان شيلدون وزوجته إلى جانب وزير الخزانة الأمريكي. في ذلك اليوم أقسم وزير الخزانة وهو إنجيلي أيضًا، مع شيلدون على الانتقام من تركيا التي وجهت انتقادات شديدة إلى افتتاح السفارة في القدس.

يمكننا القول إن الزوجين أديلسون كانا وراء الكثير من التوترات التي نشبت فيما بعد بين تركيا والولايات المتحدة.

كما أن شيلدون يقدم الدعم من وراء الستار إلى الاستراتيجيات القائمة بين الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية تجاه المنطقة.

أراد ترامب من خلال تقديم هذه الجائزة الأخيرة إظهار مدى شكره لميريام وزوجها شيلدون.

أود التأكيد على الناحية التالية:

العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة في تحسن، ويبدو أنها سوف تتحسن بشكل أكبر. لكن علينا ألا ننسى أبدًا أن هذا النوع من الأشخاص ما يزالون يمتلكون نفوذًا كبيرًا ويعملون بلا كلل. وبناء عليه يتوجب علينا اتخاذ التدابير اللازمة.

عن الكاتب

سيردار تورغوت

كاتب في موقع خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس