ترك برس

تناول مقال في صحيفة "كوميرسانت" الروسية، للكاتب "ماريانا بيلينكايا"، طريقة تعامل كل من أنقرة وواشنطن وموسكو مع الرياض على خلفية مقتل الصحفي السعودي البارز "جمال خاشقجي"، داخل قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية.

وقالت الكاتبة إنه في قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين، قد يلتقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع ولي عهد المملكة العربية السعودية، محمد بن سلمان، المشتبه في أن الصحافي السعودي جمال خاشقجي قُتل بأوامر منه.

وأشارت إلى أنه "في وسائل الإعلام التركية، تظهر تفاصيل جديدة عن جريمة القتل"، حسب ما أوردت وكالة (RT).

وقال رئيس الاتجاه السياسي بمركز دراسة تركيا الحديثة، يوري مافاشيف، إن تركيا تقوم تدريجيا بنشر تفاصيل الجريمة من خلال وسائل الإعلام، وتطالب علنا بإجراء تحقيق دولي، معتبرًا ذلك بأنه "ابتزاز" للرئيس الأمريكي دونالد ترامب والسلطات السعودية.

وأشار مافاشيف إلى أن تركيا "تنتهز كل فرصة للحد من نفوذ المملكة العربية السعودية في الشرق الأوسط وتضغط عليها من موقع الحليف الإقليمي الرئيس للولايات المتحدة".

وفي الوقت نفسه، أشار إلى التوترات في العلاقات الأمريكية التركية حول مجموعة متنوعة من القضايا: من العقود العسكرية إلى سورية.

ولفت الانتباه إلى حقيقة أن أنقرة تجر روسيا إلى لعبتها، مستعرضة أمام واشنطن قربها من موسكو، ومن ذلك افتتاح السيل التركي، وعقد منظومة صواريخ "إس-400".

وقال مافاشيف: "في الوقت نفسه، تترك أنقرة لواشنطن مساحة للمناورة، ولا تستبعد شراء منظومة باتريوت الأمريكية".

وأضاف: "قتل خاشقجي، وضع دونالد ترامب في موقف صعب. فنشر تفاصيل الجريمة قد يجبره على اتخاذ إجراءات صارمة ضد الرياض".

إلا أن الرئيس ترامب أكد – حسب مقال بيلينكايا – أن العلاقات بين واشنطن والرياض، بصرف النظر عن الوضع، يجب أن تبقى بلا تغيير، لأن ذلك في مصلحة أمريكا.

كما تخشى واشنطن من أن تقوم المملكة العربية السعودية بإبرام عقود السلاح مع روسيا والصين، وتلعب معهما ضدها في مجال النفط. منذ البداية، موسكو عبّرت بتحفظ عن موقفها من قضية خاشقجي، بانتظار نتائج التحقيق الرسمي.

ووفقا لمافاشيف، هذا يمنح روسيا فرصة للتقارب مع المملكة العربية السعودية، رغم أن الرياض قد تستغل، كما تفعل أنقرة، علاقتها بموسكو، لابتزاز واشنطن.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!