ترك برس

أعلن وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، أن عن مباحثات ستنعقد بين بلاده والولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة من أجل تطبيق "خارطة طريق منبج" في مناطق أخرى من سوريا، خاضعة لسيطرة ميليشيات "وحدات حماية الشعب" (YPG)، التابعة لتنظيم "حزب العمال الكردستاني" (PKK) المحظور.

وقال تشاووش أوغلو، في تصريحات أوردتها وكالة الأناضول التركية، إنه تناول مع نظيره الأمريكي مايك بومبيو، مخاوف أنقرة حيال دعم واشنطن  لتنظيم "YPG" الإرهابي بسوريا، وما ينبغي على الولايات المتحدة فعله حيال تلك المخاوف، إلى جانب خارطة الطريق بخصوص منبج.

وفي يونيو/حزيران الماضي، توصلت واشنطن وأنقرة، لاتفاق "خارطة طريق" حول منبج التابعة لمحافظة حلب، تضمن إخراج إرهابيي تنظيم "YPG" من المنطقة وتوفير الأمن والاستقرار فيها.

وتسبب الجانب الأمريكي بتأخير تنفيذ "خارطة الطريق" مدة طويلة، من خلال ذرائع تقنية في بداية الأمر. وفي 2 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، بدأت القوات الأمريكية دوريات مع تنظيم "YPG" الإرهابي على طول الحدود الشمالية الشرقية لسوريا.

وفي وقت سابق أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تصريح صحفي، أنه من المستحيل أن تقبل بلاده بالدوريات المشتركة بين الولايات المتحدة وتنظيم "ي ب ك" الإرهابي بسوريا. وحذر من التداعيات السلبية الخطيرة لتلك الدوريات.

الباحث في مركز "جسور للدراسات" عبد الوهاب عاصي، رأى أن اتفاق منبج بالأصل يشمل مدنا شرق الفرات، مستندا إلى تصريح تشاووش أوغلو مطلع شهر آذار/ مارس، حين توقيع الاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية حين قال "اتفقنا مع الأمريكيين على تحقيق الاستقرار في منبج، والمدن الواقعة شرق الفرات".

وقال عاصي: "في الواقع يمكن الاعتقاد أن واشنطن وأنقرة اتفقتا في البداية على إطار عريض متمثل بـ "تحقيق نموذج للاستقرار" وبدون وجود خطة شاملة على أن يترك إتمام ذلك على مراحل والبدء بملف منبج وحله عبر مجموعات العمل المشتركة لتتولى وضع الآلية المشتركة"..

ورأى عاصي، في حديث لصحيفة "عربي21" الإلكترونية، أنه من هنا يمكن فهم التصريحات الأمريكية والتركية التي تشير إلى شرق الفرات، بالتأكيد على أنه لا بد من تطبيق نموذج الاستقرار فيها وترك المجال للتفاهم حول الآلية.

ولكنه أشار إلى اختلاف الوضع في مدن شرق الفرات عن منبج، وقال "لا يكفي ترك الوضع هناك لمجموعة العمل المشتركة، كما هو الحال في منبج، لأن الأهمية السياسية والجغرافية لتلك المناطق، لا تخص أنقرة وواشنطن فحسب، بل حتى وحدات الحماية الكردية وبعض الدول العربية التي تدعم قسد، وذلك في إشارة منه إلى السعودية التي تدعم المليشيات الكردية.

وفي الوقت الذي لم يحدد فيه الوزير التركي المكان الذي سيطبق فيه نموذج منبج، رجح المسؤول الإعلامي في منصة "INT" الإخبارية، جوان رمّو، أن يشمل الاتفاق مدينة تل أبيض وريفها بريف الرقة الشمالي.

وقال إن الاتفاق التركي الأمريكي الجديد، الذي أشار إليه تشاووش أوغلو، سيكون على نطاق أوسع منه في منبج، حيث سيتم الاعتماد على فصائل المعارضة بدلا من وحدات حماية الشعب أو مجلس منبج العسكري التابع لها.

وأوضح رمّو، أن المناطق المحتملة لا يوجد فيها مجالس عسكرية، الأمر الذي سيؤدي بالضرورة إلى دخول المعارضة لها، بدلا من بقاء وحدات الحماية فيها، وفق "عربي21".

بدوره، اعتبر الكاتب الصحفي التركي، عبد الله سليمان أوغلو، إن الولايات المتحدة بعد التطورات الأخيرة تحاول استرضاء تركيا بشتى الوسائل، ولذلك نلاحظ تراجعا في الموقف الأمريكي إلى حد ما، مقابل حدّة في التصريحات التركية التي تخص وحدات الحماية الكردية.

وأضاف: "باعتقادي أن أمريكا تراوغ وتنحني أمام العاصفة قليلا وتحاول امتصاص الاندفاع التركي في تنفيذ عملية عسكرية شرق الفرات بالقيام ببعض التنازلات، وربما تسريع تطبيق خارطة الطريق في منبج التي كان من المفترض أن ينتهي تطبيقه مع نهاية هذا العام وانسحاب كامل وحدات الحماية شرق الفرات وتشكيل مجلس عسكري ومدني من أهالي المدينة لإدارتها".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!